أهم إنجاز للسيسي في مصر.. هل يذهب سُدى ؟ 

على مدى ٨ سنوات، لم يعرف المصريون انقطاعات الكهرباء عن المنازل، وهي الظاهرة التي أرقتهم طوال سنوات الحراك السياسي، الذي رافق ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وكانت أهم أسباب نقمة الشعب على الرئيس الراحل محمد مرسي.

واُعتبر استقرار الإمداد الكهربائي، بل ودخول مصر نادي مصدري الكهرباء، أحد أهم إنجازات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو طالما أشاد بوزير الكهرباء محمد شاكر الذي احتفظ بحقيبته الوزارية منذ الانتخاب الأول للسيسي في العام ٢٠١٤.

لكن مصر التي يعول مسؤولوها على تصدير الكهرباء، لتوفير النقد الإجنبي، عادت إلى شعبها ظاهرة انقطاعات الكهرباء، إذ لوحظ انقطاع الكهرباء عن مناطق مختلفة في القاهرة والمحافظات، يوميا والساعات طويلة في بعض الأحيان.

 واشتكى العديد من المصريين من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، بالتزامن مع موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد، وأطلق المصريون أمس وسم (#قاطع_النور)، الذي تصدر "تويتر "، مطالبين السيسي بسرعة التدخل وإيجاد حلول فورية للأزمة، خصوصا في ظل ارتفاع فاتورة شراء الكهرباء إلى أسعار غير مسبوقة.

وسجل الطلب على الكهرباء في مصر أعلى مستوى له تاريخيا أول من أمس، إذ وصلت ذروة الأحمال على الشبكة الوطنية إلى 34.6 ألف ميغاواط.

وعلى الرغم من زيادة الطلب، فإن الإنتاج سجّل فائضًا بنحو 10 آلاف ميغاواط، لكنه لم يترجم إلى استقرار في العديد من المناطق.

وأعلنت وزارة الكهرباء حالة الطوارئ بجميع شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء خاصة بمحطات الإنتاج ومحطات المحولات والتحكمات، وتساءل إعلاميون موالون للحكم عن سبب قطع الكهرباء وإثارة سخط الشارع قبل انتخابات الرئاسة المقررة بعد عدة أشهر، فيما تحدث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن مؤامرة ضد السيسي قبل الانتخابات.

لكن مواقع إخبارية مصرية، نقلت عن مصادر مُطلعة قولها إنه تم البدء في تطبيق خطة تتمثل بقطع الكهرباء في مصر عن أغلب المناطق لعدة ساعات يوميًا منذ بداية يوليو الجاري، توفيرا للغاز الذي تستعمله معظم محطات الكهرباء، بهدف تصديره من أجل توفير النقد الأجنبي، خاصة مع تراجع إنتاج بعض الحقول.

وكانت الحكومة المصرية، أعلنت في أغسطس من العام الماضي، تطبيق خطة من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء لتوفير الوقود المستعمل في توليد الكهرباء، خاصة الغاز الطبيعي؛ لتصديره للخارج، والاستفادة من أسعاره في دعم الموازنة.