هيئة الأمم المتحدة للمرأة تفتح آفاقا جديدة للمُهمشات في مصر

03:11 م ,16 يوليو 2023

لم تكن أسماء بكر، التي تُقيم مع أسرتها في إحدى قرى محافظة المنيا، جنوب مصر، تتوقع أن تتحول من ربة منزل، إلى واحدة من رائدات الأعمال.
السيدة التي قلما تعاملت مع العالم الخارجي أجبرتها ظروف أسرية إلى الخروج لسوق العمل، لتجد الدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وأطلقت الهيئة الأممية برنامج "رائدات الأعمال" في العام 2017 لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة في مصر، وخلال البرنامج، تلقـت النساء التدريب على مهارات إدارة وتطوير الأعمال والتسويق وتقنيات البيع والإدارة المالية والمهارات الشخصية، ويتم تنفيذ البرنامج في محافظتي بني سويف والمنيا، حيث النسبة الأكبر للسكان تحت خط الفقر.
ومثـل العديد مـن النساء في قريتهـا، أمضـت أسـماء وقتها في القيـام بالأعمال المنزليـة ثـم انتظـار عـودة طفليهـا وزوجهـا إلـى منـزل الأسـرة ذات المـوارد الماليـة المحـدودة.
وتقول أسماء بكر، للموقع الرسمي لـ "هيئة الأمم المتحدة للمرأة": "أنـا أعيـش فـي منـزل عائلـة زوجـي والنسـاء فـي الأسرة هـن مـن يمكثـن فـي المنـزل طـوال اليـوم. كنت أبقى لمدة 12 سـاعة بمفردي في غرفتي حتـى يعـود زوجـي وأولادي مـا أثـر فـي حالتي النفسـية بالسـلب".
وأضافت: "انقلبت حياتي رأسا علـى عقـب عندمـا تعـرض زوجـي لحـادث أدى إلـى كسـر ذراعيـه، ممـا تطلـب أن يبقـى في المنـزل دون عمل. بالطبع وقتها لـم نكـن نمتلـك الأموال الكافيـة ولـم أتمكـن مـن طلـب المسـاعدة مـن أحــد. خلال هــذه الفتــرة ســمعت عــن البرنامــج، الــذي كان بمثابــة الحــل الأمثل لنـا فـي ظـل هـذا الوقـت العصيـب".
وأوضح أن البرنامج فتــح عالما جديدا أمامها، لافتة إلى أنها دائما مـا شـعرت بالرهبـة مـن التعامـل مـع الآخرين، ولكـن مـن خلال التدريـب الـذي تلقتـه، تحسـنت مهـارات التواصـل لـديها بشـكل كبيـر، وقالت: "واجهـت مواقـف وتحديـات كبيـرة مثـل محاولـة إنهـاء صفقـة بيــع، لكنني تعلمت كيفية التعامل فــي مثــل هــذه المواقف، إذ كان الخروج مــن المنزل والارتياح فــي التعامــل مــع الآخرين نقطــة تحــول حقيقيــة فــي تطــور شــخصيتي وتحســن حالتي النفسية".
وقال: "رغـم سـني إلا أننـي كنـت أشـعر دائمًا بعدم الأمان وأنا اتجول بمفردي، ولكــن الآن أشــعر بالاستقلالية، وهذا شــيء أتمنــى أن يتعلمــه أطفالــي بســهولة فــي ســن مبكــر".
وأشارت إلى أنها بعــد التدريــب حصلــت علــى رأس المــال الأولي لإدارة عملها، وقررت هي وشــركائها الخمسة تحويــل منازلها إلي منفــذ بيــع للفــوط الصحيــة ومنتجــات التجميــل والإكسسوارات وسرعان ما توسع المشروع لتضاف إليه منتجــات الألبان والعصائــر والشوكولاتة وحتى الملابس الجاهــزة.
وأضافت: "أصبحنا مشــهورات في جميع أنحاء المنطقة، وبنينــا ثقة متبادلة وعلاقة وثيقــة مع قاعدة واسعة مــن العملاء والعميلات، حتى أصبحنا تجار جملة لمتاجر بيـع التجزئـة المحلية".
وتابعت: "تحسـن وضـع الأسرة بشكل كبير، وأصبحـت صانعة تغيير وملهمة لكل مـن حولي. أنا سعيدة بزيادة خبرتي ومعرفتي بمختلف الأمور، أصبحت بكل فخر سيدة أعمال وزوجة بنت شخصيتها الخاصة".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com