بعد غضب المصريين من هدم المقابر التاريخية.. السلطات تتعهد بالحفاظ على التراث

02:04 م ,13 يوليو 2023

بعد موجة غضب عارمة انتابت المصريين، بعد حملة الإزالات التي نفذتها السلطات إلى جانب أعمال الهدم أو نقل مقابر القاهرة التاريخية في كلا من منطقتي "الإمام الشافعي" و"السيدة نفيسة".

وفي محاولة لاحتواء موجة الغضب، أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، أن اهتمام الدولة بتطوير هذه المنطقة يعد جزءًا من خطتها لإعادة تأهيل كافة المقاصد التاريخية والتراثية، وتعهد بالحرص على أن يُحافظ مخطط التطوير على الطابع المميز لتراث هذه المنطقة.

واستعرض مدبولي، الرؤية المقترحة لتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية، في اجتماع بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وأعضاء الفريق المختص بإعداد الرؤية، وهم: الدكتورة سحر عطية، أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، والدكتورة زينب شفيق، أستاذ متفرغ بقسم العمارة بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، والدكتور مصطفى صبري، أستاذ تخطيط النقل وهندسة المرور بجامعة عين شمس، والدكتور جلال عبادة، أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ متفرغ بكلية الهندسة بجامعة الأزهر، والدكتور شهاب محمود، بكلية الهندسة، جامعة الأزهر.   

 وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أن اهتمام الدولة بتطوير هذه المنطقة يعد جزءًا من خطتها لإعادة تأهيل كافة المقاصد التاريخية والتراثية، مشددًا على الحرص على أن يُحافظ مخطط التطوير على الطابع المميز لتراث هذه المنطقة.

 وعرض الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أبرز محددات الرؤية المقترحة لتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية بهدف الحفاظ عليها، حيث أكد أنه تم اختيار فريق أكاديمي متخصص لديه خبرات واسعة، من أجل الخروج بأفضل المقترحات العملية للتطوير، بما يراعي كافة الأبعاد التاريخية المرتبطة بالمنطقة.

وأوضح أن إعداد الرؤية بدأ بفهم الخلفية التاريخية والتراثية للمنطقة وطبيعة الموقع وشبكة الطرق المحيطة، ثم دراسة أهم المقومات وعناصر التفرد التاريخي، والتحديات الرئيسية، وصولاً لسياسات مقترحة لتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية وفق رؤية متكاملة.

واستعرض الوزير الدراسة الخاصة بنطاق التطوير المستهدف، وحدودها التى تتمثل في طريق الفسطاط جنوبًا، والقاهرة الفاطمية والخديوية شمالاً، وجبل المقطم وطريق الأوتوستراد شرقًا، ونهر النيل وطريق الكورنيش غربًا.

وتطرق الوزير إلى أهم المقومات والتحديات الرئيسية المرتبطة بنطاق التطوير، حيث أشار إلى تميز هذه المنطقة بالتفرد التراثي والتاريخي، حيث تضم القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة مواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، إلى جانب منطقة مزارات آل البيت، ومنطقة حدائق الفسطاط وجامع عمرو بن العاص ومجمع الأديان، بالإضافة إلى منطقة المقابر التراثية والتاريخية، وبها عدد كبير من المباني ذات الطرز المعمارية العريقة والقيمة التاريخية الكبيرة، وتم استعراض المسارات السياحية الحالية بين تلك المقاصد المتنوعة والفريدة.

وتناول الوزير الوضع الحالي والتحديات المحيطة، ومن بينها تواجد عدد من الأسواق غير الرسمية بشكل عشوائي، وتضرر المباني والمقابر من المياه الجوفية، ووجود كثافة مرورية عالية في بعض المناطق التاريخية.

كما عرض الدكتور أيمن عاشور، خلال الاجتماع، السياسات المقترحة لتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية والحفاظ عليها، لربط قطاعات المنطقة بشبكة من المسارات السياحية المتنوعة ومحاور الحركة بهدف تدعيم المنطقة سياحيًا والحفاظ على التراث بها، مع تكامل تلك السياسات وما ينتج عنها من مشروعات لتشكل منظومة واحدة تهدف إلى تطوير النطاق العمراني والتاريخي للمنطقة لتكون منطقة سياحية تراثية بقلب القاهرة.

وأوضح الوزير أن السياسات المقترحة تتضمن وضع مخطط تطوير لدعم حركة السياحة، مع إيجاد شبكة محاور خضراء تعمل على إحياء المناطق التراثية وربط المزارات والمسارات السياحية والمقابر التاريخية، بالإضافة إلى الارتقاء العمراني بالمناطق السكنية المتداخلة مع تحسين اتصالها بمحاور الحركة الخارجية مثل الأوتوستراد، وكذا التعامل مع مشكلة المياه الأرضية بتخفيضها بالطرق الهندسية المعروفة مع إمكانية استغلالها كمناطق خضراء وأنشطة تتكامل مع حدائق الفسطاط.

وأضاف عاشور أن تلك السياسات المقترحة تسعى أيضاً لتحقيق الاستفادة من محاور الحركة المقامة حديثًا في تخفيف حركة المرور العابر وحل المشاكل المرورية بالمنطقة التاريخية، مع توفير أنشطة خدمية لتدعيم الرحلة السياحية وتوفر بعض الفرص الاستثمارية للمنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com