العلاقات المصرية الإيرانية: "رحلة العودة" تُرتبها طهران وترفضها القاهرة

01:11 م ,08 يوليو 2023

أكدت مصادر مصرية لـ "حياة واشنطن" أنه لا خطط حاليا لاستقبال رحلات سياحية مباشرة من طهران، لافتة إلى أن بعض السياح الإيرانيين يزورون مصر، ويُنفذون جولات في بعض المزارات الدينية، ذات الرمزية لدى الإيرانيين والشيعة، ولكن تلك الرحلات تتم عبر العراق في الغالب.
وأوضحت المصادر، أنه لا خطط مرتقبة لتغيير في هذا الصدد، إذ لم يحدث اختراق في ملف عودة العلاقات المصرية الإيرانية، يقتضي الإقدم على تلك الخطوة.
وكان حرمة الله رفيعي، رئيس نقابة خدمات السفر الجوي والسياحة الإيرانية، أكد عزم بلاده تسيير رحلات مباشرة من طهران إلى القاهرة بشكل تجريبي، لافتا إلى أن تلك الخطوة ستكون محل دراسة خلال زيارة مسؤول سياحي كبير من مصر، إلى طهران في غضون أيام.
لكن مصادر مصرية، أكدت لـ "حياة واشنطن" أن تلك المفاوضات لو كانت تمت، فإنها لم تكن عبر قنوات رسمية، ولم تستبعد إجراء مناقشات بين صناع السياحة في البلدين.
وكان وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، أكد أن بلاده ترحب بتنمية العلاقات مع جميع دول المنطقة وجميع الدول الإسلامية، بما فيها مصر، بعدما كان علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، قال إن استئناف العلاقات مع مصر يحظى بأهمية بالغة، لافتا إلى أن تطبيع العلاقات بين البلدين بمشاركة السعودية سينشئ توازنات جديدة في المنطقة.
وقطعت إيران العلاقات الدبلوماسية مع مصر في العام 1980، في أعقاب الثورة الإسلامية والإطاحة بشاه إيران، محمد رضا بهلوي، الذي استضافته القاهرة، وظلت العلاقات بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب رعاية المصالح، بعد استئنافها.
ورغم ما شهدته العلاقات العربية الإيرانية من تطورات في الشهور الأخيرة، وأبرزها استئناف العلاقات السعودية الإيرانية، إلا أن الفرص تظل محدودة لإحداث اختراق في ملف العلاقات المصرية الإيرانية، حسب مصدر مصري مُطلع تحدثت إليه "حياة واشنطن".
وكان سلطان عُمان هيثم بن طارق، زار القاهرة، للمرة الأولى في مايو الماضي، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبعدها بأيام توجه إلى طهران والتقى الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، إذ تُمارس مسقط دور الوساطة بين القاهرة وطهران، إلى جانب بغداد التي أعلنت أنها تقوم بدور في تنقية العلاقات بين البلدين.
ورغم التطورات السياسية التي شهدتها مصر في العقد الأخير، ظل ملف العلاقات مع إيران يراوح مكانه، إذ رهنت مصر تطوير علاقاتها مع إيران بالاتفاق على "قضايا إقليمية وأمنية" على رأسها الدور الإقليمي لإيران وتسليم مطلوبين مصريين، من دون إغفال "المسائل الرمزية" وبينها إطلاق اسم خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس الراحل أنور السادات على أحد شوارع طهران.
وزادت التوقعات باستئناف العلاقات الكاملة مع إيران بعد ثورة 25 يناير من العام 2011، في ظل تبادل التصريحات الودية من الجانبين، وخصوصا بعد تسليم إيران مطلوبين أمنيين مصريين إلى بلادهم، ما مثل بادرة لتطوير العلاقات بين البلدين، لكن سرعان ما تهاوت تلك الآمال بعد زيارة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي طهران للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز، وهي المشاركة التي ناكف فيها طهران مذهبيا، بالثناء على صحابي رسول الله أبو بكر وعمر، وكذلك بعد زيارة الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد إلى القاهرة والتي اختصرتها صور رشقه بالحذاء عند ساحة الأزهر.
ومع التطورات التي تشهدها المنطقة سرت توقعات بقرب تطبيع العلاقات بين مصر وإيران تمهيدا للقاء بين السيسي ورئيسي، في أعقاب اتفاق بين السعودية وإيران، بوساطة صينية في مارس الماضي، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com