أثارت وفاة مدير مدرسة في محافظة المنيا (جنوب مصر) أثناء عمله في البناء، صدمة بين المصريين، الذين اعتبروا الواقعة مُعبرة عن الحياة الاقتصادية الصعبة التي تكابدها الأسر المصرية، كما تعكس واقع التعليم المتردي، في ظل تدني دخل المُعلم، إلى الحد الذي دفع مدير مدرسة إلى العمل كعامل بناء، لتحسين دخله.
وكانت الشرطة تلقت بلاغا أمس بسقوط عامل بناء مغشيا عليه خلال عمله، حيث تم نقله لـ "مستشفى المنيا العام"، لتلقي العلاج ولكنه فارق الحياة.
وأظهرت التحريات أن المتوفي يُدعى سليمان محمد عبد الحميد (55 سنة)، وأن وظيفته المدونة في تحقيق الشخصية، هى "مدير المدرسة الابتدائية بقرية صفط الشرقية"، في المنيا، وتوفي عبد الحميد، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
وأعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن حزنهم لوفاة هذا المُربي، الذي يُدرس مادة العلوم، أثناء سعيه لتوفير نفقات أسرته في ظل ارتفاع الأسعار إلى حد سحق الطبقة المتوسطة، التي طالما اُعتبرت عماد الاستقرار في مصر.
وشيع آلاف من أهالي قرية "صفط الشرقية"، والقرى المحيطة بها، جثمان مدير المدرسة الراحل، حتى أن صلاة الجنازة أقيمت في ساحة مركز شباب القرية، بسبب ضخامة حشود المشيعين، الذين ضاقت بهم ساحة مسجد القرية.
ونشر عدد من تلاميذ المُدرس الراحل، شهادات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن اجتهاده في الشرح بالفصول الدراسية، ورفضه إعطاء "دروس خصوصية" (حصص دراسية بمقابل مادي) للتلاميذ.
وروى سكان في القرية أن مدير المدرسة الراحل، طالما بحث عن عمل إضافي لتحسين دخله بجانب عمله كمدرس، ولم يجد سوى مجال البناء، فكان يحمل الحجارة ومواد البناء، وهو ما جعله محل تقدير واحترام من جانب كل أهالي القرية.
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تحسين دخل المُعلمين، كون رواتبهم تُعتبر من أدنى الرواتب في القطاع الحكومي، وأكدوا أنه لا سبيل لتطوير التعليم طالما ظلت رواتب المُعلمين زهيدة.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com