كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هدد الولايات المتحدة الأمريكية بـ "ضربة موجعة"، إبان توتر العلاقات بين البلدين على خلفية دعم الرياض، قرار منظمة "أوبك بلس" تخفيض انتاجها النفطي.
وشهدت العلاقات بين واشنطن والرياض، توترا غير مسبوق، جراء اتهام أمريكا، للسعودية بدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، على خلفية قرار منظمة "أوبك بلس"، في شهر اكتوبر الماضي، بخفض إنتاج النفط مليوني برميل يوميا، وهو القرار الذي رأته واشنطن يصب في مصلحة روسيا، العضو في المنظمة.
وهدد حينها الرئيس الأمريكي جو بايدن، المملكة العربية السعودية، بتكبد تبعات جراء قرار "أوبك بلس"، في وقت تحرك مشرعون أمريكيون لسن قانون بوقف بيع الأسلحة الأمريكية، للمملكة، التي أظهرت تحديا لأمريكا، وردت بالتأكيد على أن السعودية "ليست المملكة التي كانت عليها قبل 5 سنوات، وليست المملكة التي كانت عليها قبل 10 سنوات".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست": "بعد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الخريف الماضي، بتوبيخ السعودية لقرارها خفض إنتاج النفط وسط ارتفاع أسعار الطاقة وقرب انتخابات الكونغرس في الولايات المتحدة، هدد بن سلمان بشكل خاص بقطع العلاقات بين البلدين، والانتقام اقتصاديا، وفقا لوثيقة مسربة للمخابرات الأمريكية".
وأضافت أن "ولي العهد السعودي هدد الولايات المتحدة الأمريكية بألم اقتصادي كبير"، مشيرة إلى أنه "في العلن، دافعت الحكومة السعودية عن أفعالها بأدب من خلال البيانات الدبلوماسية، لكن في السر، هدد ولي العهد بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية التي دامت عقودا، وفرض تكاليف اقتصادية كبيرة على واشنطن إذا ردت على تخفيض انتاج النفط".
ووفقا للوثيقة السرية التي حصلت عليها "واشنطن بوست"، قال ولي العهد السعودي: "لن اتعامل مع الإدارة الأمريكية بعد الآن"، محذرا من "عواقب اقتصادية كبيرة لواشنطن".
وأوضحت الصحيفة أنه "من غير الواضح ما إذا كان تهديد ولي العهد السعودي قد تم نقله مباشرة إلى المسؤولين الأمريكيين أو أن أمريكا اعترضت التهديد من خلال التنصت الإلكتروني، لكن هذا التهديد كشف التوتر في العلاقة القائمة منذ فترة طويلة على معادلة: "النفط مقابل الأمن".
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com