ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مصر تجاهلت عدة طلبات أمريكية لإغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات العسكرية الروسية، بهدف قطع الطريق الوحيد المتبقي أمام موسكو إلى قواعدها الاستراتيجية في سوريا.
وقال مسؤولون أمريكيون ومصريون للصحيفة الأمريكية، إن مصر تجاهلت مطالب أمريكية بإغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات العسكرية الروسية "في اختبار لمحدودية قدرة واشنطن على خنق إمدادات موسكو".
ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا عام 2022، أقنعت الولايات المتحدة عدة دول في المنطقة، بما في ذلك العراق وتركيا والأردن، على تقييد وصول بعض الطائرات العسكرية الروسية على الأقل، مما جعل روسيا تحلق 2000 ميل إضافي للوصول إلى قواعدها في سوريا، وفق ذات المصدر.
وأفاد مسؤولون للصحيفة بأن العديد من المسؤولين الأمريكيين طلبوا من مصر، في فبراير/شباط، ومارس/آذار، إغلاق مجالها الجوي أمام التحليقات العسكرية الروسية، لكن القاهرة لم تستجب لتلك الطلبات.
ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على التقرير، ولم ترد وزارة الخارجية المصرية على طلب للتعليق، بحسب الصحيفة الأمريكية.
في غضون ذلك، تظهر سجلات الرحلات الجوية أنه في غضون أسبوعين في أواخر أبريل/ نيسان وأوائل مايو/ أيار، توجهت سبع رحلات عسكرية روسية على الأقل من وإلى سوريا، بحسب الصحيفة.
وأضاف التقرير أنه في أبريل، حلقت طائرتا شحن روسيتان على الأقل من روسيا إلى سوريا، ثم عادت إلى منطقة البحر الأسود الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وفي مارس الماضي، قال الجنرال أليكسوس غرينكيفيتش، قائد القوات الجوية في القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم)، لوسائل إعلام أمريكية إن الطائرات الروسية نفذت ما لا يقل عن 25 تحليقًا فوق قاعدة "التنف" العسكرية الأمريكية في سوريا خلال الشهر نفسه، مضيفًا: "تحلق باستمرار مباشرة فوق رؤوس أفرادنا".
وتمارس واشنطن ضغوطًا كبيرة على مصر في كل ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، وسط إطلاق ادعاءات تنفيها القاهرة وموسكو.
وفي 11 أبريل الماضي، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن الأنباء حول خطط مزعومة لمصر لتزويد روسيا بآلاف الصواريخ "سرًا" هي "تلفيق آخر"، لذا يجب التعامل مع مثل هذه التقارير على هذا الأساس، وذلك بعدما زعمت صحيفة أمريكية أن بأن "مصر خططت سرًا لإرسال ما يصل إلى 40 ألف صاروخ إلى روسيا".
بدوره، خرج المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، لينفي ذلك تمامًا، قائلًا إن مصر بعيدة عن هذا الأمر منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، وتحافظ على مسافة واحدة من الطرفين، "مصر تحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في هذا الشأن".
وفي 11 فبراير/شباط الماضي، صرح السفير الروسي لدى القاهرة، غيورغي بوريسينكو، بأن مصر، وعلى الرغم من ضغوط الغرب لتقليص العلاقات مع روسيا، تواصل تعاونها النشط مع موسكو.
ووقتها، قال بوريسينكو، لوكالة "سبوتنيك": "بالطبع، نحن نتفهم أن مصر وشركاءنا العرب الآخرين يمرون بأوقات عصيبة في ظل الوضع الحالي، عندما يتعرضون لضغوط هائلة من الغرب، وغالبًا ما يطلب منهم قطع أي اتصالات مع روسيا، والتي تصل لحد الإنذارات".
واستشهد السفير بالزيارة الصيفية التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى القاهرة، عندما ذهب سفراء دول مجموعة السبع إلى وزارة الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية، وأصروا على إلغاء الاجتماعات المخطط لها هناك.
وتابع بوريسينكو: "رغم كل هذه الضغوط، تظل مصر وفية لتقاليد الصداقة بين بلدينا، التي تم إرساؤها خلال رئاسة جمال عبد الناصر، وتواصل التعاون الفعال مع روسيا في المجال الاقتصادي، وفي الثقافة، وعلى مختلف المنابر السياسية الدولية".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح، في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة وأوروبا تطالبان الدول الأفريقية بعدم التعاون مع روسيا والسعي لاستعادة التبعية الاستعمارية لأفريقيا.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com