لن يقف الأمر عند حد إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لـ "النكبة"، للمرة الأولى على الإطلاق، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مايو الجاري، لكن هذا العام يشهد فعاليات استثنائية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإحياء تلك الذكرى التي لن يمحوها زمن.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمدت في شهر ديسمبر الماضي، قرارا يطلب من "شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة"، تكريس أنشطتها في عام 2023 للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 مايو المقبل، ما يُمثل اعترافا أمميا بالمأساة التي عاشها الفلسطينيون.
وصوتت لصالح القرار 90 دولة، وضده 30 دولة، وامتنعت 47 دولة عن التصويت.
وذكرت "شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة للأمم المتحدة"، في فيديو ترويجي لهذا الحدث الفريد، أن تلك الذكرى تُسلط الضوء على أطول أزمة متفاقمة للاجئين في العالم.
وأشار الفيديو، الذي أُرفق بمشاهد مؤلمة لتهجير الفلسطينيين من قراهم ومنازلهم، إلى أن "النكبة" تُذكر بأن أكثر من 5.3 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، لا يزالون يعيشون وسط نزاع وعنف واحتلال ويتطلعون إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وليس خفيا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تسعى لضمان تمثيل دولي متواضع في تلك الفعالية المهمة، إذ تبذل وزارة الخارجية الإسرائيلية جهودا كبيرة لإقناع دول العالم بالامتناع عن الحضور في تلك الفعالية، أو على الأقل الحضور بمستوى تمثيل متدنٍ، فضلا عن طلب مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة غلعاد إردان، من بعض الدول إدانة فعالية إحياء ذكرى النكبة.
وبعيدا عن مقر الأمم المتحدة، تُحيي مؤسسات فلسطينية في أمريكا ذكرى النكبة عبر عشرات الفعاليات التي تنتشر في ولايات عدة، وتنطلق يوم الاربعاء المقبل، من مقر الكونغرس في مبنى الكابيتول، إذ تُنظم فعالية يحضرها نواب في الكونغرس من المناصرين للحق الفلسطيني، وشخصيات عربية وفلسطينية بارزة.
وقالت المؤسسات المُنظمة لتلك الفعالية: "قبل خمسة وسبعين عاما، قامت الميليشيات الصهيونية والجيش الإسرائيلي الجديد بطرد ما يقرب من ثلاثة أرباع الفلسطينيين من منازلهم وأرضهم، في ما أصبح دولة إسرائيل".
وأضافوا: "من أجل الارتقاء بتجارب الفلسطينيين الذين مروا بالنكبة، وتثقيف أعضاء الكونغرس وموظفيهم حول هذا التاريخ والنكبة المستمرة التي تواصل إسرائيل إخضاع الفلسطينيين لها، فقد تعاونا معا لاستضافة هذا الحدث التعليمي للكونغرس والمجتمع".
ويحضر الفعالية عضوة الكونغرس رشيدة طليب، والناشطة والمحامية في مجال حقوق الإنسان نورا عريقات، وشاهد النكبة باسل عدرا، والكاتب الفلسطيني الأمريكي يوسف منير، والشاعرة الفلسطينية الأمريكية زينة عزام.
وعلى مدى الأيام التالية، تُنظم مؤسسات ومنظمات عدة وقفات، لإحياء ذكرى النكبة، إحداها أمام الكونغرس، وأخرى أمام البيت الأبيض، وثالثة أمام الأمم المتحدة في نيويورك، كما تُنظم مسيرات في عدة مدن أمريكية، إحداها من الكونغرس إلى البيت الأبيض، من المنتظر أن تشهد حشدا كبيرا، وتُرفع فيها لافتات تُذكر بمآسي الفلسطينيين في النكبة، فضلا عن تنظيم تجمعات في حدائق عامة، تُقدم خلالها فنون تراثية فلسطينية، وتُعرض مواد تسجيلية ووثائقية للتذكير بـ "النكبة".
وأخيرا، يبقى أن الجانب الفلسطيني تفوق هذا العام على الإسرائيليين في فعاليات إحياء "ذكرى النكبة" في الولايات المتحدة، مركز اللوبي اليهودي الداعم لإسرائيل، التي مر احتفالها بما يُسمى "عيد الاستقلال" (الذي يصادف ذكرى إعلان قياد دولة إسرائيل الذي يصادف يوم 14 مايو بالتقويم الميلادي، و 5 مايو في التقويم العبري)، دون صخب في بلاد العم سام، ربما لما تشهده العلاقات الأمريكية _ الإسرائيلية من تراجع جراء سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
دعوة لفعالية لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية
فيديو عن النكبة نشرته "شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة للأمم المتحدة".
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com