"محاولة اغتيال بوتين".. منحنى جديد للحرب أم خدعة لتصفية "زيلينسكي"؟

12:28 م ,03 مايو 2023

يوم بعد الآخر تتصاعد وتيرة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ولعل آخرها اتهام موسكو، لأوكرانيا بأنها حاولت اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر طائرتين مسيرتين استهدفتا الكرملين.

(محاولة اغتيال بوتين)

إلى هذا، اتهم الكرملين كييف بمحاولة قتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلنًا إسقاط طائرتين مسيّرتين أوكرانيتين.

وأوضح في بيان اليوم أن "مسيّرتين استهدفتا الكرملين، لكنهما أسقطتا بعد تعطيلهما"، واصفًا العملية بأنها "عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية".

كما أضاف أن شظايا الطائرتين تناثرت في أراضي مجمع الكرملين، لكن لم تقع إصابات أو أضرار مادية.

فيما نشرت إدارة الرئاسة الروسية مقطع فيديو لإسقاط المسيّرتين، مؤكدة أن بوتين "لم يصب بأذى، ولم يتغير جدول أعماله"، بحسب ما نقلت فرانس برس.

بدوره، كشف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن المكان الذي تواجد فيه بوتين أثناء الهجوم الذي وقع ليل أمس الثلاثاء، بحسب وسائل إعلام روسية. وقال خلال إفادة صحفية اليوم، إنه كان موجودًا بمقر إقامته في ضواحي موسكو في "نوفو أوغاريوفو"، ولم يصب بأي أذى، مشددًا على أن بلاده تحتفظ بحق الرد على هذا العمل الإرهابي.

(أوكرانيا تنفي)

في المقابل، نفت الرئاسة الأوكرانية أي علاقة لها بالهجوم، وقال مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إن بلاده تخوض حربًا دفاعية ولا تهاجم أهدافًا على الأراضي الروسية.

كما اعتبر أنه من الواضح أن روسيا تستعد لهجوم واسع النطاق.

(واشنطن تشكك)

رواية الكرملين لاقت تشكيكًا من الإدارة الأمريكي، إذ خرج وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بتصريحات قال خلالها: "إنه لا يستطيع إثبات صحة اتهام روسيا بأن أوكرانيا حاولت اغتيال الرئيس الروسي في هجوم بطائرة مسيرة، مضيفًا أنه سينظر "بعين الريبة" لأي شيء يصدر عن الكرملين.

وردًا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتقد أوكرانيا إذا قررت بمفردها ضرب روسيا ردًا على هجمات موسكو، قال بلينكن إن هذه قرارات يجب أن تتخذها أوكرانيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها.

(حيلة روسية)

وفي ضوء الأحداث الواردة، يرى البعض أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تشهد منحنى جديد أكثر حدة، قد يؤدي إلى ردود فعل عنيفة من الجانبين.

ولكن البعض الآخر ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، بالوصف أن ما ورد من الكرملين ما هو إلا حيلة روسية لتصفية قادة أوكرانيين وعلى رأسهم الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، الذي أكد أن بلاده لم تستهدف بوتين أو العاصمة الروسية موسكو، قائلًا إن الجيش يقاتل فقط على الأراضي الأوكرانية. 

بموازاة ذلك، قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تصريح للصحفيين: "بالتأكيد، لا علاقة لأوكرانيا بهجمات المسيرات على الكرملين".

خدعة الروس أكد عليها النائب بمجلس الدوما الروسي، زعيم حزب "روسيا العادلة" سيرجي ميرونوف، الذي دعا إلى شن حرب حقيقية على أوكرانيا وتصفية القيادة الأوكرانية بعد محاولة اغتيال الرئيس بوتين والهجوم على الكرملين. 

وقال ميرونوف - في تصريح اليوم الأربعاء - : "إن محاولة اغتيال الرئيس بوتين هي مبرر لحرب حقيقية وتصفية قيادة أوكرانيا"، مؤكدًا أن هذا سبب حقيقي للحرب والقضاء على النخبة الإرهابية في أوكرانيا. 

وأضاف ميرنوف: "بالنسبة إلى زيلينسكي ومن معه يمكن أن يكون هناك ثلاثة خيارات، هي تكرار مصير هتلر أو مواجهة المحكمة الدولية لجرائم الحرب والجرائم الأخرى". 

يشار إلى أن موسكو كانت مستعدة أمنيًا لأي هجمات، لاسيما قبيل العرض العسكري المرتقب بالساحة الحمراء في التاسع من مايو.

في حين يتوقع العديد من المراقبين ردة فعل قوية على هذا الهجوم، لرمزية الكرملين في الوجدان الروسي، إذ يعتبر المقر الرئاسي خطًا أحمر، وتجاوزه قد يكلف كييف ثمنًا باهظًا.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com