مصر: إلغاء حبس المعارض البارز ممدوح حمزة عشية انطلاق "الحوار الوطني"

قضت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة اليوم الثلاثاء، ببراءة المعارض المصري البارز ممدوح حمزة، في إعادة إجراءات محاكمته بقضية اتهامه بـ "التحريض على العنف ونشر أخبار وبيانات كاذبة بغرض زعزعة الاستقرار".

وتضمن الحكم، عدم جواز نظر التظلم المقدم من ممدوح حمزة من أمر منعه من السفر، نظرا لانتفاء المصلحة، في ضوء صدور قرار سابق برفع اسمه من قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت في أكتوبر من العام 2020 بمعاقبة ممدوح حمزة، غيابيا، بالحبس لمدة 6 أشهر، وذلك بعدما أدانته بالتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية باستخدام القوة والعنف والإخلال بالنظام العام ومقاومة السلطات والاعتداء عليها، ونشر أخبار وبيانات كاذبة بغرض زعزعة الاستقرار والتحريض على مؤسسات الدولة.

وسبق للنيابة العامة أن أحالت ممدوح حمزة إلى المحاكمة بعدما أسندت إليه في التحقيقات بأنه استخدم حسابه الشخصي الموثق على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في التحريض على التجمهر واستعمال القوة والعنف ضد مأموري الضبط القضائي المكلفين بإزالة تعديات ومخالفات سكنية، والتي تخللتها تعديات ضد قوات الشرطة وإصابة أعداد منهم.

وعاد إلى القاهرة في فبراير الماضي، ممدوح حمزة، الذي طالما كال الانتقادات للرئيس عبد الفتاح السيسي وسياساته الاقتصادية، في تصريحات اطلقها من الخارج خلال لقاءات مع قنوات دولية أو عبر فيديوهات بثها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفوجئت الأوساط السياسية بفيديو لحمزة يعلن من خلاله عودته إلى القاهرة، مشيدا بحسن استقباله من قبل السلطات المصرية، لافتا إلى أن عميدا في إحدى الجهات الأمنية كانت في انتظاره عند باب الطائرة، واصطحبه إلى صالة كبار الزوار، حيث التقى لواء في جهة أمنية، ليرحب الأخير به، مؤكدا له أن مصر تفتح ذراعيها لابنائها الأكفاء في الخارج وتسعى للاستفادة من خبراتهم في المرحلة المقبلة.

وأشاد حمزة بهذا التوجه، مطالبا بمزيد من الحريات في مصر، وإطلاق سراح مزيد من سجناء الرأي في مصر، والسماح لمزيد من المعارضين بالعودة إلى بلادهم.

وأتت تبرئة حمزة من التهم المنسوبة إليه، وإلغاء حكم حبسه، عشية انطلاق الحوار الوطني غدا، بعد عام من الأعمال التحضيرية لهذا الحوار، الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتنطلق جلسات الحوار غدا، بمشاركة أقطاب المعارضة المصرية، وأبرزهم اليساري البارز حمدين صباحي، وسياسيين عادوا إلى مصر بعد سنوات قضوها في منفاهم الاختياري.

ويُنظر إلى براءة حمزة، عشية انطلاق الحوار الوطني، على أنها محاولة لدفع المعارضة للانخراط في هذا الحوار بشكل فعال.