"حلمهم نكبتنا".. تهنئة رئيسة المفوضية الأوروبية لإسرائيل تثير غضبًا عربيًا وإسلاميًا

10:44 ص ,27 ابريل 2023

"لقد جعلتم الصحراء تتفتح حرفيًا".. رسالة استفزازية بعثت بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى إسرائيل؛ بمناسبة ما يسمى بـ"عيد استقلال".

رسالة لاين لم تتوقف عند تهنئة دولة الاحتلال وحسب، بل امتدت إلى ما يشبه الغزل في سنوات من تحقيق "حلم إسرائيل"، متجاهلة في رسالتها أن هذا الحلم "نكبة فلسطين".

اقرأ ايضا: "أصدقاء لإسرائيل ولا يعترفون بفلسطين".. هذا ما نعرفه عن فريق ترامب للشرق الأوسط

ومضت لاين قائلة - في تسجيل مصور على تويتر -: "نحتفل اليوم بمرور 75 عامًا على استقلال إسرائيل وصداقتها مع أوروبا".

ووجهت خطابها للرئيس الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ وجميع شعب إسرائيل: "قبل خمسة وسبعين عامًا، تحقق حلم بالتزامن مع عيد استقلال إسرائيل. وبعد أكبر مأساة في تاريخ البشرية، تمكن الشعب اليهودي أخيرًا من بناء منزل في أرض الموعد".

وأضافت: "نحتفل اليوم بمرور 75 عامًا على الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط. خمسة وسبعون عامًا من الديناميكية والإبداع والابتكار الرائد. لقد جعلتم الصحراء تتفتح حرفيًا، كما رأيت خلال زيارتي للنقب العام الماضي".

وتابعت: "لدينا قواسم مشتركة أكثر مما توحي به الجغرافيا: ثقافتنا المشتركة، وقيمنا ومئات الآلاف من المواطنين ذوي الجنسية المزدوجة. لقد خلق الأوروبيون والإسرائيليون رابطًا عميقًا بيننا".

وخلصت إلى القول: "من المفترض أن تكون أوروبا وإسرائيل صديقتين وحليفتين. حريتكم هي حريتنا. عيد استقلال سعيد لجميع شعب إسرائيل".

(فلسطين تدين)

رسالة لاين استثارت غضبًا عربيًا وإسلاميًا، إذ انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على بيان هنأت فيه إسرائيل بعيد استقلالها الخامس والسبعين.

ورفضت الخارجية الفلسطينية - في بيان، تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه - "التصريحات غير المناسبة والكاذبة والتمييزية".

وتوقفت السلطة الفلسطينية، في بيانها، عند مقولة شملتها لاين في تهنئتها لإسرائيل التي "جعلت الصحراء تزهر" بوصفه مجازًا مناهضًا للفلسطينيين فيما يتعلق بالمشروع الاستعماري الإسرائيلي الذي استمر 75 عامًا في نزع ملكية وتهجير الشعب الفلسطيني وأرضه.

ووصفت الخارجية الخطاب بأنه دعائي ويجرد الشعب الفلسطيني من إنسانيته ويمحو ويزيف تاريخه الغني وحضارته.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه يبيض الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري، بينما يكرس "لإنكار النكبة العنصري"، والذي يشير إلى كارثة طرد إسرائيل للفلسطينيين من منازلهم في الحرب الإسرائيلية.

(أبو الغيط ينتقد)     

بموازاة ذلك، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن انتقاده الشديد للخطاب الذي أدلت به رئيس المفوضية الأوروبية بخصوص نشأة اسرائيل، معتبرًا أن "هذا الخطاب لا يعد فقط مسيئًا للفلسطينيين ولمعاناتهم التاريخية منذ النكبة.. وإنما أيضًا يعكس تماهيًا كاملاً مع الرواية الإسرائيلية وهو أمر يدعو للأسف".

ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، عن أبو الغيط قوله إن تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية المهنئة لإسرائيل تجاهلت، على نحو كاشف، حقيقة الاحتلال وممارساته وسلب حقوق الفلسطينيين، وطردهم من أراضيهم وغيرها من الممارسات المخالفة لمواثيق حقوق الإنسان التي يحب المسؤولون الأوروبيون دومًا الإشارة إليها في أحاديثهم. 

واعتبر الأمين العام أن مثل تلك المُسارعة بتهنئة إسرائيل بما يعتبره البعض إنجازاتٍ تخفي إنكارًا للظلم التاريخي الذي لا يزال يتعرض له الشعب الفلسطيني علي يد الاحتلال الاسرائيلي بل ويعكس نظرة دونية لهم تكاد تبرر الاحتلال وتكرس سلب الأرض. 

ونوه المتحدث الرسمي بأن رئيسة المفوضية تحتاج إلى مُراجعة أمينة لموقفها خاصة وأن خطابها قد خلا من أي إشارة إلى ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال وتسريع خروج الدولة الفلسطينية إلى النور، مشيرًا إلى أن مثل هذه المواقف تُشجع الحكومات الإسرائيلية على التمادي في مواقفها المتعنتة الرافضة لمنطق التسوية السياسية.

(إدانة فتح)

من جانبه، أرسل تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح برسالة شديدة اللهجة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أعرب فيها عن رفضه المُطلق لتصريحاتها الأخيرة بمناسبة الذكرى الـ 75 لإقامة دولة الاحتلال إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.

وأعرب المتحدث باسم التيار، ديمتري دلياني، عن استغرابه واستهجانه بسبب استخدام رئيسة المفوضية الأوروبية مصطلحات مثل "حلم تحقق" في الحديث عن النكبة الفلسطينية، ووصفها لاستمرار الاحتلال والتشريد واللجوء والجرائم المستمرة بحق الانسان الفلسطيني على أنها "75 عامًا من الديمقراطية".

واعتبر هذه التصريحات إهانة عميقة للشعب الفلسطيني وانصار حقوق الإنسان والعدالة حول العالم، مؤكدًا على الكلفة الإنسانية الباهظة لإنشاء دولة الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وأثنى المتحدث باسم التيار بالمطالبات السابقة للاتحاد الأوروبي بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه سلّط الضوء على أن تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية تعتبر إيحاء بأن الاتحاد الأوروبي مستعد لتجاهل انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي من أجل علاقة قريبة معها على حساب حقوق الإنسان والقانون الدولي.

ودعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في الرسالة فون دير لاين إلى إعادة النظر في تصريحها والتراجع عمليًا عنه من خلال اتخاذ خطوات ملموسة وصريحة لانهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

(استياء التعاون الإسلامي)

فيما عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، اليوم الخميس، عن استيائها الشديد م تصريحات رئيسة الاتحاد الأوروبي.

وأضافت التعاون الإسلامي - في بيان - أن التصريحات تحمل إشارات سياسية وتاريخية مخيبة للآمال، ولا تنسجم مع مواقف الاتحاد الأوروبي القائمة على حقوق الإنسان والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأكدت المنظمة أن هذه التصريحات تتجاهل حقائق تاريخية وسياسية وقانونية تمتد لآلاف السنين، وتتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين أرضًا وشعبًا، التي ما تزال تشكل علامة قاتمة في الذاكرة والضمير الإنساني وانتكاسة لقيم الحرية والعدالة.

ويأتي ذلك على إثر إعلان قيام إسرائيل، قوة الاحتلال الاستعماري، وما تلاها من سياسات تطهير عرقي، وتهجير قسري، واضطهاد ومصادرة ممتلكات الشعب الفلسطيني الأصيل وحرمانه من حقوقه المشروعة.
ودعت المنظمة الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف عند مسؤولياته السياسية والقانونية والإنسانية تجاه العمل على إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي.

وذلك بالإضافة إلى تصحيح الظلم التاريخي الذي ما يزال واقعًا على الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة بما فيها حقه في العودة.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com