مصر أوقفت خطة لتزويد روسيا بالصواريخ وأنتجت ذخيرة لأوكرانيا

02:06 م ,18 ابريل 2023

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن خمس وثائق استخباراتية مسربة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، كشفت أن مصر أوقفت، الشهر الماضي، خطة لتزويد روسيا بالصواريخ سرًا، بعد محادثات مع مسؤولين أمريكيين كبار، وقررت بدلاً من ذلك إنتاج ذخيرة مدفعية لأوكرانيا.

وجاء تقرير الصحيفة الأمريكية، بعد أسبوع على تقرير آخر كشفت فيه عن وثيقة أمريكية مسربة تتحدث عن خطة مصرية لتزويد روسيا بآلاف الصواريخ سرًا.

اقرأ ايضا: زعيم المعارضة الإسرائيلية يدعو لعقد مؤتمر في الرياض لاستعراض "خطة إنهاء الحرب"

وتُظهر الوثائق الجديدة تراجع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أوائل مارس/آذار الماضي، عن خطط لدعم موسكو، في خطوة كانت ستلقى اعتراضًا كبيرًا من الجانب الأمريكي، أحد أكثر حلفاء القاهرة الغربيين كرمًا، وفق للصحيفة الأمريكية.

وذكرت الصحيفة - التي تحدثت عن "انتصار دبلوماسي واضح لإدارة الرئيس جو بايدن" - إلى أن وثيقة أمريكية مسربة ذكرت أن مصر أوقفت الصفقة مع موسكو، ووافقت على بيع قذائف مدفعية من عيار 152 ملم و155 ملم للولايات المتحدة، لنقلها إلى أوكرانيا.

وأضاف التقرير أن مصر تعتزم استخدام قدرتها على إنتاج أسلحة لأوكرانيا من أجل الحصول على منتجات عسكرية أمريكية متطورة.

وتوفر هذه الوثائق مجتمعة، وفق "واشنطن بوست"، نظرة ثاقبة جديدة حول الدبلوماسية الهادئة، ولكن عالية المخاطر، لإدارة بايدن، مع الدول التي سعت للبقاء بعيدة عن المواجهة المتصاعدة بين واشنطن وموسكو، كما تظهر أيضًا كيف سمحت المنافسة بين القوى العظمى، لمصر، بالسعي لمزايا جديدة، بعدما تراجعت أهمية علاقتها مع واشنطن.

وفي السياق، يقول مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا، للصحيفة، إن واقع المنافسة يخلق فرصًا لتحقيق مكاسب سهلة مع الولايات المتحدة، "ويمكنك أن تتخيل أن هذا سيكون على حساب أجندة الديمقراطية وحقوق الإنسان".

ولا تشير الوثائق، وفق "واشنطن بوست"، إلى ما إذا كانت القاهرة أعادت لاحقًا إحياء خطة موسكو، أو ما إذا كانت قد زوّدت الولايات المتحدة بالذخيرة لأوكرانيا.

ولم يرد المتحدث باسم الخارجية المصرية على طلب للتعليق على الوثائق المسربة الجديدة، في وقت أكدت وسائل إعلام مصرية نفي مسؤولين في القاهرة التقارير السابقة التي تحدثت عن إنتاج صواريخ لروسيا.

وقال مسؤول أمريكي في إدارة بايدن، إن "مصر شريك وثيق، ونحن منخرطون بانتظام مع قيادتها في مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية".

ونقلت الصحيفة عن أحد السفراء الغربيين في القاهرة، قوله إن التسريبات تشير إلى أن مصر قللت من تقدير رد الولايات المتحدة على إمدادات الأسلحة المحتملة لروسيا، وأرادت تعظيم استفادتها من كلا الجانبين.

وتشير الصحيفة إلى أنه يبدو أن الرئيس المصري علّق خطط تزويد روسيا بالصواريخ بعد زيارات أجراها مسؤولون أمريكيون إلى القاهرة في أواخر فبراير، فضلاً عن زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مطلع مارس. 

وذكرت إحدى الوثائق المسربة، والمؤرخة في 9 مارس، اليوم الذي تلا زيارة أوستن، أن مصر وافقت على بيع قذائف مدفعية للولايات المتحدة لنقلها لأوكرانيا.

وذكرت الوثيقة، التي كانت جزءًا من تحديث استخباراتي يومي لكبار قادة البنتاغون، أن مصر خططت لاستخدام طلب الولايات المتحدة للحصول على ذخيرة، لدفع الأخيرة إلى الموافقة على صفقة مساعدات عسكرية طويلة الأمد، والحصول على معدات أمريكية محددة، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز "إف-35 شبح"، وأنظمة "باتريوت" للدفاع الجوي.

وتتناول وثيقة أخرى، تعود على ما يبدو إلى منتصف مارس، زيارة أوستن إلى القاهرة، وتلخص المحادثات بين السيسي واثنين من كبار المسؤولين في 8 مارس، وهو اليوم الذي أجرى فيه أوستن والسيسي محادثات في القاهرة. 

وفي محادثات 8 مارس، عبر السيسي عن شكوكه في إمكانية أن تكون مناقشاته مراقبة، وأصدر وزير الدفاع محمد زكي ما وصفته الوثيقة بأنه تحذير لـ"توخي الحذر" بشأن مناقشة الطلبات العسكرية المفترضة من دول أخرى، مثل روسيا. 

وذكرت الوثيقة أن السيسي وزكي أشارا إلى "عقود عسكرية" مع روسيا، لكنهما لم يتحدثا صراحة عن خطة إنتاج الصواريخ.

وأبلغ زكي، السيسي بأنه يخطط لزيارة وفد مصري روسيا في 12 أو 13 مارس، حيث من المحتمل توقيع عقود، تم تأجيلها "حتى يتضح الموقف"، عقب زيارة أوستن. 

وقال السيسي - وفقًا للصحيفة - إن الحذر مطلوب لتفادي وقوع مصر في مشاكل لا داعي لها، الأمر الذي رد عليه زكي بالتأكيد أن مصر لم توقّع أي عقود أو تتخذ أي إجراءات.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com