مصر وتركيا: تسارع اللقاءات يعكس إرادة سياسية للارتقاء بالعلاقات في كافة المجالات

01:55 م ,13 ابريل 2023

بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الخميس، مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، العديد من القضايا وفي مقدمتها العلاقات الثنائية وتنمية المؤسسات بين البلدين والجهود المبذولة.

وأكد شكري - في كلمته، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي في أنقرة - "تناولنا كافة أوجه العلاقات والعمل علي تذليل أي ما قد يحد من تطور العلاقات والارتقاء بها، والاستجابة إلى رغبة البلدين في تعظيم الاستفادة من هذه العلاقة، وتوسيع رقعتها سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو ثقافيًا، على أرضية راسخة من العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين، والإحساس المتبادل بأن في تنمية هذه العلاقة ما يعضد الاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي ويعود بالنفع بشكل كبير على شعبي البلدين وشعوب المنطقة بصفة عامة.

وأعرب وزير الخارجية المصري عن شكره بحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة ودفء الاستقبال الذي أصبح سمة في اللقاءات المصرية التركية المتكررة، معبرًا عن سعادته بهذا التسارع في وتيرة اللقاءات وما تظهره من اتساع رقعة الفهم والرؤية المشتركة والتوافق فيما بين الجانبين ووجود إرادة سياسية قوية علي مستوي البلدين لتفعيل العلاقات المصرية التركية والارتقاء بها في كافة المجالات.

ووجه شكري التهنئة للشعب التركي بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، متمنيًا له بأن يكون مليئًا بالبركة والسلام، والتهنئة أيضًا بقرب حلول عيد الفطر المبارك، داعيًا الله أن يعيده على الشعبين بكل خير وسعادة.

وقال: "اتفقنا علي استمرار هذه الوتيرة السريعة في الاتصالات والتواصل للفوائد الناتجة عنها من خلال تحديد نتائج محددة تؤدي إلى مزيد من التفاهم والاتفاق علي الخطوات التي يتطلب منا اتخاذها، واتفقنا أيضًا علي إطار زمني محدد يتم بلورته فيما يتعلق بالارتقاء بمستوى العلاقات الدبلوماسية، والذي سيتم الإعلان عنه في الوقت الملائم، وذلك في إطار التحضير لعقد قمة على مستوى رئيسي البلدين لتتوج المسار الذي بدأناه منذ سنوات، ولكنه أخذ شكله خلال الشهر والنصف الماضيين والذي سيكون انطلاقة جديدة لهذه العلاقة الثنائية".

واضاف شكري: "بحثنا في إطار الأوضاع الإقليمية بشكل معمق وشفاف، القضية الفلسطينية والحاجة إلى العمل المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وجهودنا الثنائية في التنسيق"، لافتًا إلى أنه أحاط وزير الخارجية التركي، بالجهود التي بذلتها مصر لاحتواء التصعيد الأخير بضرورة مراعاة إسرائيل لحرمة المسجد الأقصى للشعوب الإسلامية، وضرورة احترام حرية العبادة، واحترام الوضع القائم دون تغيير للمسجد الأقصى".

وأشار إلى أنه يجب تكثيف الجهود لمنع الأعمال الأحادية المرتبطة بالاعتداء على الحقوق والممتلكات الفلسطينية من هدم بيوت واستحواذ علي أراضي والتدخل الأمني في المناطق الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، واتاحة الفرصة للسلطة بالاطلاع بمسؤوليتها كاملة، مؤكدًا أنه من شأن تلك الأعمال الأحادية زيادة الأمور توترًا وتعقيدا، مؤكدًا أن مصر تعمل علي تخفيف حدة هذا التوتر وتوفير الظروف الملائمة للتوصل لحقوق مشروعة للشعب الفلسطيني ولاستئناف العملية السياسية لانتهاء الصراع علي مبدأ حل الدولتين.

وأكد أنه من خلال التشاورات والتنسيق والاتصالات مع الشركاء الدوليين الفاعلين، أن يكون لنا صوت مسموع في هذا الإطار ضمانًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن التنسيق بين مصر وتركيا سيكون له وقعه وتأثيره في تحقيق هذه المصلحة.

وحول ما يتعلق بليبيا، قال وزير الخارجية المصري، إن هناك رغبة مشتركة بين البلدين بأن يتم العمل على تحقيق المؤسسات الليبية لمسؤولياتها، بأن تقدم ليبيا علي انتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى تولي المسؤولية، حكومة تعبر عن إرادة الشعب الليبي، وتكون قادرة في نفس الوقت علي الحفاظ علي وحدة وسلامة الأراضي الليبية والحفاظ علي المقدرات الليبية لصالح الشعب الليبي الشقيق.

وتابع : "تناولنا أيضًا تطورات الأوضاع في سوريا، وأحطت وزير الخارجية التركي بالاتصالات الأخيرة التي تمت بين مصر والحكومة السورية، واستقبال وزير الخارجية السوري في مصر، وأهمية التأكيد علي ضرورة الحفاظ علي سيادة سوريا ووحدة أراضيها وعدم وجود القوات الأجنبية علي أراضيها والتعامل مع قضية الإرهاب مع ضرورة وفاء الحكومة السورية بكل التزامتها القائمة في قرار مجلس الأمن 2254، ويكون هناك مسار سياسي يضم كافة الشركاء يؤدي إلى إزاحة شوائب الماضي، والإقدام علي مستقبل أكثر إشراقًا وبناء الثقة لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم والسير قدمًا مع المبعوث الأممي في المسار الدستوري وذلك لاستعادة سوريا لكامل سيادتها واستقلالها".

واشار :"لدينا رؤية متجانسة فيها الكثير من التوافق حول باقي القضايا الإقليمية ونرى أن لدينا أرضية خصبة وصالحة لأن تثمر الاتصالات عن عمل مشترك يكون فيه نفع لبلدينا وشعوبنا والمنطقة بالكامل".

من جانبه، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن شعوره بالامتنان من السرعة التي اكتسبتها العلاقات الثنائية منذ لقاء الرئيسين في الدوحة، لافتًا إلى أنه جدد اليوم مع نظيره المصري إرادته لمواصلة هذه السرعة.

وقال أوغلو: "نرغب في ملء الصفحة الجديدة التي فتحناها مع مصر بمشاريع مشتركة وقصص نجاح واتفقنا علي إنهاء الأمور الأخرى، وإرساء الخطوات الأخرى في نفس الوقت".

واضاف: "تناولنا اليوم موضوعًا هامًا يتعلق بتعيين السفراء"، مؤكدًا: "نحن نقوم اليوم بتسجيل خطط ملموسة، حيث عملنا معًا في القاهرة واتخذنا قرارًا في هذا الشأن".

وتابع : "وفيما يتعلق بنشر بيان مشترك، سنقدم لكم معلومات بهذا الشأن في الأيام المقبلة، وليس هناك أي مشكلة الآن، ولكن مشاوراتنا مستمرة، وفيما يتعلق بعلاقاتنا ومستوى الدبلوماسية نريد تطوير علاقتنا وسنواصل إرساء خطوات ملموسة، ونريد تحقيق قمة على مستوى رؤساء الجمهورية في الفترة المقبلة وتناولنا تحضيرات هذه الزيارة أيضًا".

وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن العلاقات التركية المصرية في مجال التجارة والاستثمارات تمنحنا القوة وتدل الطريق أمامنا على الحجم التجاري بين البلدين في حدود 10 مليارات دولار، والتي يمكن أن تصل في وقت قصير إلى 15 مليار دولار، لافتًا إلى أن هناك آليات سنقوم بإنعاشها من جديد مثل اللجان والغرف التجارية المشتركة.

وأكد أوغلو أن تركيا من أكثر الدول التي تصدر إليها مصر الغاز المسال، لافتًا إلى أنه يمكن الاتفاق بين شركات تركية وأخرى في مصر لتطوير العلاقات في هذا المجال.

وقال أوغلو: "وفيما يتعلق بتنويع العلاقات في مجال الطاقة نحن نسجل نموًا سريعًا في هذا المجال، وهناك استثمارات لشركات تركية سنقوم بتحفيزها بالقيام بهذه الاستثمارات في مصر، وفي مجال النقل والثقافة والسياحة أيضًا، نريد زيادة عدد السياح بشكل متبادل في الفترة المقبلة، وسنشجع مواطنينا على السياحة المتبادلة والاتصالات وتبادل الزيارات بين الشعوب".

وأضاف أنه سيتم عقد اجتماعات أخرى للجان مشتركة في مجال السياحة والثقافة بين البلدين، لافتًا إلى أن هناك 300 سائح مصري زار تركيا خلال العام الماضي، الأمر الذي يعد رقمًا قياسيًا، كما أن هناك 50 رحلة على الخطوط الجوية التركية بين الطرفين، ونريد زيادة عدد تلك الرحلات والبدء بالرحلات البحرية بين البلدين أيضًا مما يزيد من قوة العلاقات السياحية والتجارية بين البلدين.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "خلال زيارتي لمصر طلبت تقديم الدعم فيما يتعلق بإمكانية بدء فعاليات مؤسساتنا المعنية في مصر من جديد، مثل معهد (يونس أمرة) الثقافي ومكتب وكالة الأناضول"، مشيرًا إلى أنه يرغب في تسريع تلك الخطوات، تماشيًا مع التطابق التام في جميع الآراء.

وأكد أوغلو أن مصر وتركيا بلدان هامان في منطقة البحر المتوسط، والتعاون بينهما هام جدًا وسيكون له فائدة في الأمور المتعلقة بأمن هذه المنطقة .

وفيما يتعلق بليبيا، قال أوغلو: "إن علاقتنا وتعاوننا سيكون أوثق منذ الآن وآرائنا متطابقة في كثير من الأمور ولكن سنعمل في خارطة الطريق لكي نكون علي أوثق تواصل في هذا الصدد".

وحول سوريا، أشار أوغلو إلى أن "هناك اجتماعا رباعيا حول سوريا لتحقيق الاستقرار والسلام على أراضيها، لافتا إلى أنه يجب تسجيل خطوات ثنائية في هذا الصدد وسنتبادل الآراء في الفترة المقبلة".

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أوغلو أن تركيا تقدر الدور الذي تلعبه مصر في هذه المنطقة، مشددًا على أهمية دولة فلسطين في المنطقة، وضرورة إنهاء هذه القضية بالنسبة للشرق الأوسط وفي المنطقة بالكامل والعالم أيضًا، معربًا عن تأييده لجهود مصر والأردن في تلك القضية.

وأعرب أوغلو عن شعوره بالانزعاج لانتهاك إسرائيل لهذه الحقوق، لافتًا إلى أنه كان هناك بيان قوي من منظمة التعاون الإسلامي حول تلك الانتهاكات، كما أنه ليس هناك أي عذر لما حدث ولا نرضي باغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني.

وهنأ وزير الخارجية التركي، الشعبين التركي والمصري الشقيقين والعالم الإسلامي بأسره بمناسبة ليلة القدر وعيد الفطر المبارك.

وحول سؤال يتعلق بالقمة الرئاسية بين مصر وتركيا، ووجود جدول زمني محدد لها ومكان انعقادها، قال وزير الخارجية سامح شكري إنه اتفق مع نظيره التركي علي مسار وتوقيتات محددة وفقًا لما تم الاتفاق عليه بالتوقيت الملائم لهذه الخطوة الهامة.

من جانبه، أشار وزير الخارجية التركي مولود أوغلو إلى أنه سيقدم الفترة المقبلة معلومات مفصلة عن تلك القمة بالتزامن بين الطرفين.

وبشأن إمكانية رؤية تأثير المباحثات المشتركة على الملف الليبي بشكل واقعي، وإمكانية عقد اجتماعات ثلاثية تضم قادة ليبيين وقادة مصريين وأتراك، وتأثير تلك الروح المتعاونة في مواجهة الإرهاب في منطقة شرق المتوسط والتعامل مع الهجرة غير الشرعية.

وقال أوغلو إنه كان هناك أزمة ثقة بين ليبيا وتركيا وبعض الشكوك والانتقادات، ولكن بعد بدأ الحوار بين مصر وتركيا فالغاية في النهاية أن يحدث مع ليبيا ما حدث مع مصر، لافتًا إلى أنه يجب الاستعداد الكامل للمسار السياسي والانتخابات في نفس الوقت، فهدفنا وحدة الحدود والأراضي الليبية وإنعاش الوحدة السياسية في ليبيا.

وأضاف أنه يجب العمل سويا على مكافحة الإرهاب وتهيئة الظروف لذلك، كما نعمل علي تقوية علاقتنا مع مصر، ونركز على المواضيع الإقليمية والهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب لإزالة جميع المخاطر.

بدوره، أكد وزير الخارجية سامح شكري ردًا على نفس السؤال، أن هناك اتفاق تجارة حرة فيما بين البلدين كانت محل استفادة لكل منهما خلال السنوات الماضية واستمرت العلاقات الاقتصادية علي وتيرتها وتوسعت وزادت الاستثمارات التركية في مصر كما زادت الصادرات المصرية إلى تركيا بحيث بلغ حجم التبادل التجاري حوالي 10 مليارات دولار والمؤهل للزيادة والتحفيز.

وحول إمكانية إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر وتركيا، ومساهمة مصر في تقريب وجهات النظر بين الأخوة في تركيا واليونان، قال وزير الخارجية سامح شكري، إنه من الممكن إقامة منطقة صناعية في مصر، فمنطقة قناة السويس الصناعية متاحة، وسنوفر للجانب التركي كل ما تحتاجه.

ولفت إلى أن السفارة التركية في القاهرة على اطلاع كامل بكل التسهيلات والفرص المتاحة لذلك، مشيرا إلى أن ما توفره المنطقة الصناعية من نفاذ إلى دوائر اتفاقية التجارة الحرة، والتي تربط مصر بالشرق الأوسط والدول الأفريقية، تتيح لتركيا إقامة صروح إنتاجية تستفيد من هذه العلاقة.

وأكد أن مصر وتركيا بلدان لهما وزنهما وحجمهما علي المستوي الإقليمي سواء سياسيا او اقتصاديا والتعاون فيما بينهما سيكون له عائد كبير في هذا الصدد.

وأعرب شكري عن أمنياته دائمًا بأن يكون جو الوفاق والتعاون والتفاهم هو السائد في المنطقة، مستشهدًا بالفرص التي ستنطلق في حال تسوية القضية الفلسطينية وإزالة العوائق المرتبطة باستمرار هذه القضية.

وفيما يتعلق بالتعاون بين مصر وتركيا في مجالات الطاقة، وإمكانية بيع الغاز المصري عبر تركيا إلى أوروبا، قال وزير الخارجية التركي، نقوم باستيراد مليونين ونصف مليون متر مكعب من الغاز من مصر، مشيرًا إلى أن أوروبا اجتازت هذا الشتاء بسبب المخزون لديها، ولكن هناك أزمة في الطاقة وهذا شئ واضح مع دول البلقان وجنوب شرق أوروبا.

وأشار إلي أن تركيا تقدم الدعم لتلك البلدان وتزيد من حجم طاقة الغاز القادمة من أذربيجان إلى 12 مليار متر مكعب، ومن جهة أخري تقوم باستيراد الغاز من الولايات المتحدة لتغطية احتياجاتها.

وأضاف أن تركيا لديها 5 محطات لإصدار الغاز، لافتا إلى أنه بدلا من شراء الغاز من الناقلات من الممكن توقيع عقود مع مصر لشراء الغاز منها.

ولفت إلى أن تركيا بلد رائد في مجال الطاقة الشمسية والرياح،لافتا إلي مصر بها مدن جديدة ومشروعات ناجحة، ولهذا فإن احتياجات الطاقة تزداد يوما بعد يوم ولكننا كبلدين شقيقين يمكن أن نقدم الدعم إلى بعضنا البعض.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com