شهدت مصر في الأيام الماضية عدة حوادث جنائية استهدفت نساء وأظهرت ضعف "الحماية المجتمعية" المُقدمة للمرأة، لجهة عدم الاهتمام بتربية النشء على احترام المرأة والتعامل معها على قدم المساواة مع الرجل، الذي استغل ضعفها إلى حد استباحة حياتها.
ومنذ بداية ابريل الجاري، تكررت حوادث قتل نساء في الشارع على مرأى ومسمع من المارة، في الغالب بسبب خلافات مادية بين المرأة وزوجها، حتى أن المجتمع بات يعرف "ضحية ياميش رمضان" و "ضحية ملابس العيد" و "ضحية صلاة التراويح"، لتتعدد الضحايا من النساء اللائي فقدن حياتهن بلا رادع ولا وازع من دين ولا ضمير.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدته نحو دقيقة واحدة، وثق جريمة قتل رجل لزوجته بسكين في سوق شعبي بضاحية السادس من أكتوبر، عند أطراف العاصمة المصرية، ثم شروعه في قتل ابنتهما.
وأظهرت التحقيقات أن الرجل الأربعيني، الذي سدد لزوجته عدة طعنات نافذة بالبطن والصدر، حتى فارقت الحياة، وكاد يقتل أبنته لما دافعت عن أمها، كان دخل في مشادة مع زوجته بسبب إصرارها على تربية أبنائها من زيجة سابقة، فيما كان القاتل يطالب زوجته بترك أبنائها لأبيهم.
وفي حي مصر القديمة في قلب القاهرة، شرع رجل في قتل زوجته، طعنا بسكين، بسبب خلافات بينهما على شراء ملابس العيد لأطفالهما، إذ كان الزوجان دخلا في نقاش حاد بسبب مطالبة الزوجة لزوجها بشراء ملابس العيد لأطفالهما، ولما رفض تطور النقاش بينهما، حتى سدد لها طعنة نافذة في الظهر، حسب ما أظهرت التحقيقات.
وفي ضاحية السادس من اكتوبر، قتل شاب زوجته بعد 6 أشهر من زواجهما، إثر مشادة كلامية بينهما بسبب عدم زيارة أسرة الزوجة لأبنتهم وتخلفهم عن معايدتها في بداية شهر رمضان، وإحضار "ياميش رمضان"، في عادة اجتماعية يتبعها أهل الريف المصري، فأحضر سكينا وقتل زوجته بطعنها عدة طعنات.
وفي مدينة السلام، شرق القاهرة، قتل رجل زوجته طعنا بالسكين، بسبب خلافات على مصروفات ونفقات المنزل.
ورغم أن تلك الجرائم، التي هزت المجتمع المصري، في الأساس جرائم جنائية، إلا أن بشاعة القتل واستحلال دماء النساء بسبب خلافات بسيطة يُظهر نظرة متدنية من قطاع عريض من المجتمع للمرأة، ما يستدعي انتباه مؤسسات الدولة على المستويين الرسمي وغير الرسمي، لوضع استراتيجية تمكين المرأة من استعادة مكانتها المُستحقة في المجتمع.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com