أكدت مصادر أمريكية أن واشنطن تضغط على الرياض من أجل التطبيع مع إسرائيل، وفي سبيل ذلك استخدمت "فزاعة" إيران، لتخويف السعودية.
لكن الصين أجهضت هذا التكتيك الأمريكي بوساطتها في الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وضمانها عدم تهديد أي طرف للطرف الآخر، لينجح "التنين الصيني في تقليم أظافر العم السام في المنطقة".
وكشفت المصادر الأمريكية عن "ضغوط مارستها واشنطن على الرياض لوضع سقف زمنى للإعلان عن التطبيع مع إسرائيل"، وقالت المصادر: "الولايات المتحدة طلبت من السعودية تعهدا بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مع ضرورة وضع سقف زمني للإعلان عن هذا التطبيع".
وأشارت المصادر إلى زيار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، السعودية وعقده عدة لقاءات "غير معلنة" مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وهو ما نفته وزارة الخارجية السعودية.
وتساءلت المصادر الأمريكية: "لماذا لا تعلن السعودية عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟"، مضيفة: "المملكة قامت بالفعل بعدة خطوات تطبيعية وسمحت للطيران الإسرائيلى بالمرور فى أجوائها، وخطوات التطبيع تتنامى بين الرياض وتل أبيب، لكن لم تتوج بعد باتفاقية للتطبيع".
وشددت المصادر على أن الأمر لا يتعلق إطلاقا بدعم نتنياهو، كما يظن السعوديون، معتبرة أن "التطبيع بين إسرائيل والسعودية من شأنه أن يحقق السلام فى منطقة الشرق الأوسط"، وكشفت المصادر عن زيارة غير معلنة قام بها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى السعودية مطلع العام الحالي.
وفي السياق ذاته، قال مصدر دبلوماسي عربي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن واشنطن تسعى جاهدة من أجل إنجاز التطبيع بين الرياض وتل أبيب، وفي سبيل ذلك مارست ضغوطا على السعودية.
وقال المصدر: "الأمريكيون أبلغوا السعوديين بنية إيران توجيه ضربة عسكرية للسعودية، وأن تسليح طهران للحوثيين فى اليمن تمهيد لضرب المملكة، لكن مسئوليين أمنيين عراقيين أبلغوا السعوديين بأن هذه المعلومات غير صحيحة"، مضيفا: "العراق قام بدور وسيط بين السعودية وإيران، بتوصيل رسائل بين البلدين، نفت خلالها إيران صحة هذه المعلومات، وأعربت عن استعدادها وترحيبها باستقبال عسكريين سعوديين ليجتمعوا بنظرائهم الإيرانيين للتأكد من صدق نوايا طهران تجاه السعودية وأنها لا تخطط لمهاجمتها".
وتابع المصدر الدبلوماسي العربي: "الأمريكيون روجوا للسعوديين بأن إيران تشكل مخاوف حقيقية وتهديدا جديا، وأنهم مع إسرائيل سيشكلون حماية لهم، فادعوا أن إيران ستوجه ضربة للسعودية، بالرغم أنهم (الأمريكيين) لم يقوموا بحماية المملكة من ضربات الحوثيين فى السابق"، مشيرا في هذا الصدد إلى هجوم الحوثيين على شركة أرامكو السعودية والرياض ومنشآت حيوية أخرى في المملكة.
ورجح المصدر أن يؤدي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران إلى تسوية الأزمة اليمنية.
وحول وساطة الصين بين السعودية وإيران، قال المصدر الدبلوماسي العربي إن "الصين درست وضع المنطقة جيدا (..) أسلوب الصين ذكى وجديد ومختلف عن النهج الأمريكي فهي تستخدم "قفازا حريريا" كأداة لتنفيذ سياساتها فى المنطقة"، مضيفا: "كانت الصين ضامنة وتعهدت بعدم وجود أي تهديدات من أي من الطرفين تجاه الآخر"، وتابع: "الصين أوضحت للجانبين السعودي والإيراني أنه لا يمكن تحقيق سلام فى المنطقة وهناك حالة من عدم الاطمئنان، ومشاعر الخوف وانعدام الثقة من طرف تجاه الطرف الآخر"، مشددة على أن "السلام مصلحة للجميع".
ورجح المصدر العربي أن تشهد المنطقة مصالحات وتحالفات مع تنامي دور الصين فيها، مشددا فى الوقت ذاته على أن نفوذ الولايات المتحدة مازال قويا، لكن تصاعد دور الصين فى المنطقة "قلم أظافرها"، وخصوصا أن الحرب الروسية الأوكرانية لم تُحسم بعد.
وأشاد المصدر بالدور الذى لعبته وتلعبه الصين في المنطقة، مشيرا إلى أنها "القوة الجديدة" فى العالم.
المصدر: جريدة الشروق المصرية
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com