سجن جندي إسرائيلي لاعتدائه على الناشط الفلسطيني عيسى عمرو

04:10 م ,14 فبراير 2023

سجن الجيش الإسرائيلي، جنديًا لمدة 10 أيام بعد أن اعتدى على الناشط الفلسطيني عيسى عمرو، الذي كان يحاول مرافقة صحفي أمريكي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وبحسب "بي بي سي"، شوهد الجندي في مقطع فيديو نشر الصحفي الأمريكي لورانس رايت، من مجلة "نيويوركر"، وهو يمسك عيسى عمرو من رقبته وذراعه ويطرحه أرضًا، ثم ركل عمرو قبل أن يأتي جندي آخر ويدفعه بعيدًا.

اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين

وأعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، عن دعمه الكامل للجندي.

وكتب لورانس - الذي حصل منشوره على أكثر من 7 ملايين 500 ألف مشاهدة - : "لم يهاجم أمامي شخص أقابله قط إلا اليوم، حينما أوقف جندي إسرائيلي مقابلتي".

ولورانس هو أيضًا مؤلف تلقي كتبه رواجًا كبيرًا، وفاز بجائزة "بوليتزر" عن كتابه "البرج الذي يلوح في الأفق: القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر".

(رواية الجيش الإسرائيلي)

تختلف الرواية التي يقدمها الجيش الإسرائيلي حول الحادث عن رواية رايت، إذ قال الجيش الإسرائيلي إن الجندي كان يحرس موقعًا عسكريًا في الخليل وطلب من فلسطيني كان قد اقترب منه الابتعاد.

وأضاف الجيش الإسرائيلي: "ردًا على ذلك، بدأ الفلسطيني في التصوير بهاتفه المحمول وسب الجندي، وأعقب ذلك مواجهة لفظية سرعان ما تحولت إلى مواجهة جسدية، ضرب خلالها الجندي الفلسطيني".

وعلق رايت قائلًا إن البيان "يحرف" الأحداث التي أدت إلى الاعتداء، قائلًا: "الجندي بدأ المواجهة، وعمرو لم يشتم ولم يتدخل، لكنه طلب منه فقط الاتصال بقائده".

وأضاف: "قبل الهجوم كان الجنود الآخرون يخشون التدخل على الرغم من أنني نبهتهم إلى أنه قد يخرج عن السيطرة".

وتظهر عدة مقاطع فيديو أخرى نشرها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أجزاءً من اللقاء.

(رواية عيسى عمرو)

من جانبه، قال عمرو - على حسابه بموقع "تويتر" - : "لم ألمس الجندي، وكانت يداي خلف ظهري، حتى لا أعطي له مبررًا".

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على تلك التناقضات، وقال المتحدث الدولي باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت: "الجندي لم يتصرف كما كان متوقعًا، ولم يلتزم بقواعد السلوك للجيش الإسرائيلي. ولن يتردد الجيش الإسرائيلي، رغم الاستفزازات، في الحفاظ على أخلاقه وقيمه".

(سجن الجندي الإسرائيلي)

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي سجن بعد إجراء تحقيق أولي في سجن عسكري، وسيُوقف عن الخدمة القتالية الفعلية، مضيفًا أن سجل خدمته في وحدته الحالية سينظر فيه.

ووصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وهو من اليمين المتطرف ويعيش في مستوطنة في ضواحي الخليل، الحكم في تعليق على تويتر، بأنه "وصمة عار".

وقال: "أنا أؤيد الجندي الذي لم يلتزم الصمت تمامًا. والجنود يحتاجون إلى الدعم وليس إلى السجن"، واصفًا عمرو بأنه "فوضوي، وكثيرًا ما يضايق جنود الجيش الإسرائيلي في الخليل".

وغالبًا ما تشهد مدينة الخليل التوتر مما يجعلها بؤرة للعنف.

والخليل هي المدينة الفلسطينية الوحيدة في الضفة الغربية التي يعيش فيها مستوطنون يهود في قلب البلدة القديمة، وهي جزء من اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين وقع في عام 1997.

وقسمت الخليل إلى منطقتين تسمى "إتش 1" و"إتش 2"، ويعيش حوالي 200 ألف فلسطيني في منطقة "إتش 1" الخاضعة للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية.

لكن لدى إسرائيل سيطرة أمنية على منطقة "إتش 2"، حيث يعيش عدة مئات من المستوطنين اليهود المتشددين وأكثر من 30 ألف فلسطيني، وتتولى السلطة الفلسطينية فقط مسؤولية الشؤون المدنية للسكان الفلسطينيين الذين يواجهون قيودًا مشددة على تحركاتهم عبر سلسلة من نقاط التفتيش الدائمة في المنطقة التي تديرها القوات الإسرائيلية.

وتضم الخليل موقعًا دينيًا متنازعًا عليه، هو الحرم الإبراهيمي، أو القبر الإبراهيمي ويحظى بمكانة دينية خاصة لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين باعتباره مدفنًا لإبراهيم وإسحق ويعقوب، وهو ثاني أقدس موقع في اليهودية ورابع الأماكن المقدسة في الإسلام.

ويعرف عمرو، في الخليل بوصفه ناشطًا مناهضًا للاحتلال، وهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وينظم كثيرًا جولات في منطقة إتش 2 للصحفيين الإسرائيليين والدوليين والمنظمات غير الحكومية.

واعتقلته السلطة الفلسطينية أيضًا بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي يقال إنها تنتقد السلطة كما اعتقلته إسرائيل مرارًا.

وفي أواخر العام الماضي، قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بإخراج عمرو من منزله في الخليل لمدة أسبوع بعد أن سجل مقطع فيديو لجندي إسرائيلي وهو يهدد المتظاهرين ويقول لناشط إسرائيلي يساري: "بن غفير سوف يجلب النظام إلى هذا المكان، وسوف ترون ما سيحدث لكم".

وفي اليوم نفسه رمى جندي إسرائيلي آخر ناشطًا أرضًا ولكمه في وجهه.

اقرأ ايضا: قتيل وجرحى في قصف إسرائيلي لحاجز للجيش اللبناني

وحُكم على الجنديين بقضاء عقوبات قصيرة في الحجز العسكري، ودافع بن غفير عن الجندي الذي أدلى بتصريحات ساخرة.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com