البدوية عايدة أبو ستة تحفظ تراث فلسطين عبر "ثوب الأجداد"

09:06 ص ,11 فبراير 2023

خسر الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود أشرس حروبه ضد الفلسطينيين: حرب الهوية، بفعل رسوخ تراث وثقافة وتاريخ تلك الأرض المقدسة، ومقاومة أبنائها لحفظ هذا التراث الثري. 


وطالما سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى شطب الهوية الفلسطينية، والتعدي على الأماكن الأثرية، وإطلاق الحملات الإعلامية الواسعة لتهويد الأرض، وتزييف التاريخ لصنع تراث عبثي من وحي الخيال، إلا أن أرض فلسطين تحب أهلها وتحفظ لهم جميل العناية بترابها وتراثها، الذي هو سلاح فتاك ينسف كل محاولات الاحتلال لشطب هويتهم وسرقة تاريخهم، لذلك يخوض الفلسطينيون المعارك للحفاظ على المناطق الأثرية والفنون التراثية، وطالما أطلقوا الحملات والفعاليات والمبادرات والمشاريع التي من شأنها أن تحفظ هذا التراث، الذي يحتفون به في السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، في كل أنحاء العالم. 


وكنموذج مشرف لأبناء الشعب الفلسطيني المحافظين على تراثهم نجد السيدة عايدة أبو ستة التي سخرت سنوات طويلة من عمرها للحفاظ على الثوب الفلسطيني التقليدي وإعادة إحيائه بلمسة  عصرية ليواكب فتيات الجيل الحالي.

السيدة عايدة أبو ستة راعية التراث الفلسطيني

تجمع أبو ستة المعلومات عن الزي الفلسطيني التراثي وتعيد إحياء التصاميم التقليدية لهذه الأثواب وتقدمها للعالم بأسره بهويتها الفلسطينية الخالصة، مفندة بذلك كل محاولات الاحتلال لنسب هذه الأثواب لتاريخه الزائف.


وفي مقابلة خاصة مع موقع "الحياة واشنطن"، أكدت السيدة عايدة أبو ستة، أن جذورها بدوية وأن حبها واهتمامها بالثوب التراثي الفلسطيني استمدته من عماتها اللاتي كنُّ حريصات على ارتدائه والاهتمام به، ثم تزوجت في منطقة بدوية فكانت تشتري الأثواب التي يبيعونها في تلك المنطقة وتحتفظ بها، حتى جمعة ٣٠٠ ثوب.


وقالت إن هذا الكم من الأثواب جعلها تفكر في اتخاذ خطوة جدِّية للحفاظ على هذا التراث، فقامت بنقل (الغرزة) على قماش جديد وبدأت في تطوير هذه الأثواب لتأخذ طابعا عصريا يُمَكِّن فتيات هذا الجيل من ارتدائه في مناسباتهن.
وأوضحت عايدة أبو ستة، أن مشروعها في مجال التطريز والخياطة يساهم في تشغيل ما يقرب من 10 سيدات، يُعلن 10 أسر.


وأضافت أبو ستة، أنها تقوم بعرض أعمالها ومشغولاتها في عروض محلية للأزياء كان آخرها في مدينة غزة، وعرضت خلاله مائة ثوب تراثي محدث ومطور، مع عرض سابق للأثواب القديمة، مؤكدة أن ريع هذه العروض يُخصص لمرضى السرطان في قطاع غزة.

"لكــــــــل ثـــــوب حكــــــاية "

وتطمح السيدة عايدة أبو ستة إلى عرض مشغولاتها في دول العالم، لكن ما يمنعها هي ظروف الحصار والإغلاق الذي يعاني منه قطاع غزة.


وحول محاولات الاحتلال الإسرائيلي، لسرقة التراث الفلسطيني، قالت أبو ستة: "لا يمكن لأحد أن ينزع من الفلسطينيين تراثهم المتجذر في عروقهم، والموروث من آباءهم وأجدادهم منذ عشرات السنين".


وشددت أبو ستة، على ضرورة العمل لترسيخ تلك الحضارة والتراث والهوية في عقول أبناء الشعب الفلسطيني، وتعليم الأجيال الجديدة أن "الاستغناء عن التراث يعني الاستغناء عن الهوية".

 

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com