حالة من القلق والتوتر بين المصريين خاصةً سكان عروس البحر المتوسط من الهبوط الأرضي والتشققات التي ألمت بعدد من شواطئ الإسكندرية وعلى رأسها شاطئ سيدي بشر، وسط مخاوف كبيرة من غرق المدينة بأكملها بفعل التغيرات المناخية وعوامل أخرى.
وتتزايد المخاطر في ظل ما تشهده مصر من تغيرات مناخية غير مسبوقة، وفقًا للإحصاءات التي أفادت بأن حجم الأمطار التي سقطت على البلاد، في يوم واحد خلال العام الماضي، بلغت مليار متر مكعب، في حين أن مصر تستقبل سنويًا من الفيضان قرابة 55 مليار متر مكعب.
وشهدت مناطق الدلتا أيضًا، خلال الفترة الأخيرة هبوطًا في مقابل ارتفاع سطح البحر، وذلك بسبب عدم وجود طمي قادم من دول حوض النيل لمصر، بالاضافة إلى سرعة التيارات الخاصة بالبحر المتوسط، علاوة على أن مشروعات الغاز المكتشفة بالبحر المتوسط تسبب في سحب الغاز من تربة الدلتا وبالتالي كانت لها تأثيرات على هبوط الأراضي المتاخمة للبحر خاصة شرق الدلتا.
(أسباب الهبوط)
وحول أسباب هبوط كورنيش سيدي بشر، أفاد النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية بأن المحافظة شهدت موجة جديدة من الطقس السيئ، حيث الرياح العاتية وارتفاع الأمواج، ما تسبب في شرخ بأرضية الكورنيش خاصة في منطقة سيدي بشر، تبعه تهدم جزء من الكورنيش وتهدم الأرضية، وتحديدًا بشاطئ إدوارد خراط، حيث هبط أرضيًا في البلازا الخاصة بالشاطئ، بالإضافة إلى ميل سور الكورنيش وحدوث انشقاق طولي في الرصيف قدر بـ20 مترًا.
ولفت إلى أن شاطئ سيدي بشر أكثر شواطئ الإسكندرية تأثرًا بالنوات، حيث شهد آثارًا مدمرة لحقت به، بفعل نوة "باقي المكنسة" في بداية هذا الشتاء والتي تتميز بالتيارات البحرية الشديدة وارتفاع الأمواج، ما أدى إلى نحر وتآكل الشاطئ، وتهدم سلم البرجولة المتواجدة على الشاطئ، كما تهدم تمامًا السلم المؤدي إلى الشاطئ، نتيجة النحر والتآكل التي تعرضت لها الرمال أسفل السلم المؤدي إلى الشاطئ مباشرة.
وتقدم النائب محمود عصام، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية ووزيرة البيئة بشأن الهبوط الأرضي بكورنيش سيدي بشر، قائلا إنه لابد أن نكون أمام إجراءات حاسمة لحماية الشواطئ من ظاهرة النحر البحري.
(تحرك الحكومة)
من جانبها، أكدت وزارة الموارد المائية والري، في بيان لها، أنه تم التنسيق مع قيادات المحافظة وإدارة مرور الإسكندرية لتسهيل تنفيذ أعمال الحماية العاجلة وحركة سيارات نقل الأحجار والخرسانة.
ولفت بيان الوزارة، إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ الحماية العاجلة بإنزال كمية من الأحجار أعقبها صب كمية من الخرسانة العادية لسد أي فجوات يمكن أن تنفذ من خلالها مياه البحر.
وأوضح أنه جار تنفيذ أعمال حماية إضافية باستخدام كتل خرسانية زنة 5 طن لاستكمال أعمال الحماية بالكامل في المنطقة.
وكشفت الوزارة حدوث هبوط برصيف طريق الكورنيش بمدينة الإسكندرية لمسافة 20 مترًا أمام شاطىء سيدي بشر، مؤكدة أن هبوط الرصيف ناتج عن الأمواج العاتية المصاحبة لنوة الكرم.
(تأثير زلزال تركيا)
وحول علاقة هذا الهبوط بالزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين الماضي، نفى الدكتور طارق عثمان عميد معهد علوم البحار بالإسكندرية، ارتباط الزلزال بهذا الهبوط، مدللًا على ذلك بوقوعه في جزء محدد بطريق الكورنيش شرق المحافظة وليس بطوله.
وقال عثمان - في تصريحات له - إن سبب تلك التصدعات يعود إلى عوامل النحر التي تعرض لها البحر بفعل ارتفاع الأمواج وتآكل التربة الأسمنتية وعوامل التعرية، بالإضافة إلى عدم وجود مصدات وحواجز للأمواج في بعض المناطق، وعدم مراعاة اشتراطات الأعمال الخرسانية على بعض مناطق طريق الكورنيش.
وانتاب مواطني الإسكندرية حالة من الذعر، من أن يتسبب زلزال تركيا في حدوث تسونامي يؤدي لغرق المحافظة، وقلق وتوتر نابعان من التأثير لتوابع الزلزال، إلى جانب ما أثير من تحذيرات أنقرة حول حدوث تسونامي قد يغرق عروس البحر المتوسط.
(غرق الإسكندرية)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، أعلن خلال قمة المناخ الأخيرة، التي أقيمت في جلاسكو الإسكتلندية العام الماضي، عن توقعات بغرق مدن بأكملها بسبب تغيرات المناخ، من بينها الإسكندرية.
حديث "جونسون"، جاء بعد عدة تقارير توقعت نفس الأمر، كان من بينها دراسة أعدتها اللجنة الاستشارية لعلوم المناخ، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، توقعت فيها غرق مدن ساحلية وجزر، وهو ما يمكن تلافيه بخفض نسبة الانبعاثات بحسب المذكور.
فيما تنبأت الهيئة الحكومية الدولية، المعنية بتغير المناخ، أن مستويات المياه سترتفع 60 سم مع حلول سنة 2100.
كما أشارت دراسة أعدتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، إلى أن العالم معرض لفقدان مساحة من اليابسة تبلغ 1.79 مليون كم2.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com