المعادلة الآن أصبحت الدم مقابل الدم

08:36 ص ,04 فبراير 2023

بعد ان قُتل اسحق رابين بيد يهودي مستعمر، قُتلت ايضا اتفاقية أوسلو، ولم يبقَ منها الا التنسيق الأمني.

منذ بداية العام ليومنا هذا سقط أكثر من ثلاثين شهيدا، وظن المحتل الجاهل ومن حوله ان الشعب الفلسطيني لن يقوم بأي رد، خصوصا ان المحتل عنده من الادوات المخابراتية وجاهزية الجيش العنصري له من القوة ما يمنع الشعب الفلسطيني من القيام بأي رد. ولكن كان الرد بدون تأخير بعد ان قتل الشاب الفلسطيني خيري علقم سبعة صهاينة في حي نفيه يعقوب الاستيطاني في القدس، بعد ان استشهد عشرة شباب في عمر الزهور على ايدي قوات جيش الاحتلال العنصري والمتعطش لدماء الفلسيطينيين في مخيم جنين. تبين للعالم ان الشعب الفلسطيني لم يعد ينتظر اي جهة كانت داخلية او خارجية لتحرير الشعب الفلسطيني من هذا الاحتلال البغيض، خصوصا بعد اعلان شرطة الاحتلال بان منفذي هذه العمليات لا ينتمون لأي فصيل، أي إن الموقف الآن دم مقابل دم.

قرار السلطة الفلسطينية بقياده الرئيس محمود عباس بوقف التنسيق الأمني أتى في محله، ولومه لأمريكا وأوروبا بعدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية وتنفيذ القرارات الدولية، واستفراد جيش المحتل يدفع الشعب الفلسطيني للقيام بالرد على اعمال المستعمرين.

الآن على السلطة الفلسطينية واجب احتضان عائلات الذين يطردهم الاحتلال من بيوتهم. أما هدم البيوت في جميع المناطق الفلسطينية، خصوصا في القدس، فعلى السلطة ان تدفع قيمة أي رخصة لإعادة بناء هذه البيوت بشرط ان تكون قيمة الرخصة مماثلة لأي رخصة يدفعها الصهيوني المستعمر، اما اذا كان هنالك فرق كبير، فهذا يعني تمييز عنصري بامتياز، وعليه التوجه للمحاكم الدولية.

مع الأسف أمريكا وأوروبا لا تفهمان ان الشعب الفلسطيني متمسك بنيل حقوقه كاملة بعيدا عن اي فصيل او تنظيم سياسي.

كان اسحق رابين قد قال بانه سيكسر عظام الفلسطينيين، ومن ثم اقتنع ان هذا التصرف الأرعن من قبل المحتل لم ولن يجدي نفعا مع شعب صابر ومتمسك بأرضه التاريخية، ولن يتزحزح قيد أنملة عن انتزاع حقوقه كاملة.

من الضروري ان تبقى السلطة على قراراتها خصوصا ملاحقة المحتل في الجنايات الدولية، ووقف التنسيق الامني، حتى تعود امريكا عن دعمها اللامحدود لدولة المحتل، والعمل الجاد لانهاء الانقسام، وعلى وحدة المقاومة ضد المحتل الفاشي حسب القوانين الدولية، وأكثر من ذلك نحن الان في حرب مفتوحة بيننا وبين العدو ومن يلف حوله.

ما من شك ان الوضع العالمي متوتر جدا، بما فيها احتمال حرب عالمية ثالثة، والمسبب لهذه الحرب دولة المحتل وخادمتها الأفعى أمريكا، لذلك علينا رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية. والله المستعان

 

*عضو المجلس الوطني الفلسطيني

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "الحياة واشنطن"

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com