وافق القادة العرب على عقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثانية والثلاثين في السعودية عام 2023.
جاء ذلك في ختام أعمال القمة العربية العادية الحادية والثلاثين، التي عقدت بالجزائر على مدى يومي 1 و2 نوفمبر الجاري.
اقرأ ايضا: أمين عام "حزب الله": غارات إسرائيل على بيروت سيقابلها رد في تل أبيب
ووافق القادة العرب على إنشاء المركز العربي لدراسات التمكين الاقتصادي والاجتماعي بدولة فلسطين دون أن تتحمل الدول الأعضاء أي أعباء مالية.
كما وافق القادة العرب على اعتماد الاستراتيجية العربية لتعزيز العمل التطوعي 2030 كوثيقة استرشادية، واعتماد الاستراتيجية العربية للنهوض بعمل المرأة في إطار أهداف التنمية المستدامة 2030.
واعتمد القادة العرب - خلال أعمال قمتهم بالجزائر - الإعلان الوزاري حول الإنصاف والتكافؤ بين الجنسيين من أجل استدامة تنموية وبيئية، ووافقوا على آلية عقد الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية عام 2023.
من جانبه، أكد وزير خارجية السعودية الأمير فيصل فرحان بن عبد الله آل سعود أن الأزمات العالمية المتتالية أفرزت تحديات مشتركة أثرت على أمن واستقرار منطقتنا العربية، وأضعفت من وتيرة تعافيها الاقتصادي وفرص تحقيق التنمية.
وقال وزير الخارجية السعودي - في كلمته أمام القمة العربية بالجزائر - "إن تفاقم حدة التنافس والصراع الجيوسياسي الدولي في الآونة الأخيرة ينذر بتقويض قدرة المجتمع الدولي على مواجهة تحدياته المشتركة بفاعلية ما يستدعي تكثيف التنسيق والتشاور داخل البيت العربي ونبذ خلافاتنا البينية وتغليب مصالحنا المشتركة، ونشدد على وحدة الصف لنتمكن من مواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية وتجاوزها".
وشدد على ضرورة القيام بخطوات عملية وملموسة لدعم وتحقيق أهداف العمل العربي المشترك من أبرزها العمل على إصلاح منظومة جامعة الدول العربية وتطوير آليات عملها لتكون أكثر فاعلية في تحقيق التضامن العربي المأمول وتطلعات الشعوب العربية.
وأوضح أن العديد من دولنا العربية تواجه تحديات تلقي بظلالها ليس على أمن تلك الدول واستقرارها فحسب بل تطال المنطقة والإقليم ككل من أهمها التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية وضعف مؤسسات الدولة وانتشار الميلشيات الإرهابية والجماعات المسلحة خارج إطار الدولة مما يحتم تكاتف الجهود من أجل تجنيب دولنا ما قد يترتب على هذه التحديات من مخاطر واضطرابات.
وأكد أهمية التنسيق المستمر بين دولنا العربية لتعزيز أمننا الوطني والإقليمي، مجددًا الرفض التام والتصدي لنهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين، لافتا إلى انفتاح دولنا العربية للتعاون والحوار مع الجميع استنادا إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بما يساهم في ترسيخ أسس التعاون والشراكة ويحقق الأمن لدولنا وشعوبنا.
ونوه باعتزازنا بقيم المستمدة من شريعتنا الإسلامية السمحاء وثقافتنا العربية الأصيلة والتي لن نتنازل عنها ولن نسمح للآخرين بفرض قيمهم علينا، وبما أننا نحترم قيم وثقافات الآخرين نأمل في أن يحترم الآخرون ذلك.
وقال وزير خارجية المملكة العربية السعودية، إن "تداعيات الأزمات والصرعات الدولية أظهرت أهمية التكامل الاقتصادي بين دولنا العربية، ونحن نسعى دائمًا إلى توفير الظروف الملائمة لتحقيق ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع أشقائنا في الدول العربية وأولويتنا في ذلك تحقيق الأمن الغذائي الذي يعد من أهم الأولويات لدى دول العالم"، مؤكدًا أهمية العمل العربي الجماعي في سد احتياج أسواق الغذاء العربية.
وأضاف : "إننا من منطلق رؤية المملكة 2030 نسعى إلى دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات بالمشاركة مع أشقائنا في الدول العربية، كما نسهم في مواجهة التحديات والأزمات التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر للنهوض بحاضرنا وتعزيز الأمل بمستقبل أفضل لشعوبنا".
وأوضح أن القضية الفلسطينية ستبقى دائمًا في قلب اهتماماتنا في الدول العربية حتى يتحقق للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية بما يتفق مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كما نرحب بنتائج الاجتماعات التي تبنتها الجزائر ضمن جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ونأمل أن تسفر هذه الجهود عن وحدة الصف الفلسطيني.
وشدد على أن المملكة مستمرة في دعم جهود الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن، مشيرًا إلى أنها بذلت جميع الجهود لدعم المبعوث الأممي في مقترحه لتجديد الهدنة، منوها برفض الميلشيات الحوثية لهذا المقترح .
وأكد وزير الخارجية السعودي على أهمية توفير الدعم اللازم لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، داعيا إلى تواصل الضغط الدولي لتحقيق السلام في اليمن.
وأشار إلى دعم المملكة لإيجاد حل سياسي في سوريا يحفظ هويتها وأراضيها، كما دعا لبنان إلى انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد ، مؤكدا سعي المملكة إلى دعم السودان وتحقيق التوافق والسلام.
وقال وزير الخارجية السعودي إن المملكة ترحب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مشيرًا إلى أن حل الخلافات في ليبيا ينبع من الداخل بعيدا عن التدخلات الخارجية.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com