"موروثات الاستعباد" .. كيف أثرت العبودية بريطانيا ؟

11:29 ص ,24 سبتمبر 2022

صدمات كُبرى تنتظر بريطانيا في ظل المراجعات التي تجريها مؤسسات كبرى حول تقييم دور العبودية في إثراء تلك المؤسسات، إذ ستكشف تلك المراجعات دور المؤسسات البريطانية الكُبرى في تجارة الرق واستعباد ملايين السود وإفقار دولهم لتحقيق ثراء المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، وستفتح هذه السلسة من المراجعات جرحا غائرا في ضمير الإنسانية.
البداية كانت مع تقرير "موروثات الاستعباد"، الذي يكشف كيف استفادة جامعة كامبردج البريطانية العريقة من عائدات العبودية على مدى تاريخها.
وبعد "كامبردج" يُنتظر أن تُجري سلسلة من المؤسسات البريطانية، مثل "بنك انجلترا" و "كنيسة إنجلترا"، تقييما لدور العبودية في إثراء بريطانيا، وكيف استفادت من الظلم المرتبط بالعبودية.
ووعدت جامعة "كامبردج" بزيادة المنح الدراسية لذوي البشرة السمراء، وتمويل أبحاث في موضوع تجارة الرقيق، رغم أن تقرير "موروثات الاستعباد"، لم يصل إلى أي دليل على أن الجامعة نفسها امتلكت أي عبيد أو مزارع استعباد بشكل مباشر، لكنها في نفس الوقت حصلت على "فوائد كبيرة" من العبودية.
وذكر التقرير أن استفادة الجامعة جاءت من خلال المتبرعين للجامعات الذين كسبوا أموالهم من تجارة الرقيق، واستثمارات الجامعة في الشركات التي شاركت في هذه التجارة، والحصول على رسوم من عائلات تملك تلك المزارع.
وخلص الباحثون إلى أن زملاء من كليات جامعة "كامبريدج" تعاونوا مع شركة "الهند الشرقية"، بينما كان لمستثمرين في "الشركة الإفريقية الملكية" أيضا صلات بكمبريدج، وكلا الشركتين كانتا تعملان في تجارة الرقيق.
كما تلقت الجامعة تبرعات من مستثمرين في الشركتين، واستثمرت بشكل مباشر في شركة "البحر الجنوبي" التي تعمل في تجارة الرقيق.
وذكر تقرير "موروثات الاستعباد"، الذي أعدته مجموعة من الأكاديميين في كمبريدج، أن "مثل هذه المشاركة المالية ساعدت في تسهيل تجارة الرقيق وجلبت عائدات مالية كبيرة للغاية لكامبريدج".
وذكر التقرير أن الجامعة تخلد ذكرى عدة شخصيات دون الإشارة إلى تورطهم في تجارة العبودية، حتى أن متحف "فيتزويليام"، وهو متحف للفن والآثار في "كامبريدج"، تأسس بأموال وأعمال فنية موروثة من مسؤول ينتمي لشركة "البحر الجنوبي"، وقالت الجامعة إن المتحف سيقيم معرضا عن العبودية والسلطة العام المقبل.
وقالت كامبريدج إنها ستنشئ أيضا مركزا مكرسا لأبحاث موروثات الاستعباد، وتعمق العلاقات مع جامعات في منطقة البحر الكاريبي وإفريقيا وتزيد المنح الدراسية للدراسات العليا للطلاب البريطانيين ذوي البشرة السمراء، وكذلك الطلاب من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
وقال ستيفن توب، نائب رئيس الجامعة، في تعليق حول التقرير "لانستطيع تصحيح أخطاء التاريخ، لكن يمكننا أن نبدأ بالاعتراف بها".

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com