بين مواقف جزائرية عظيمة ووفاء فلسطيني بالجميل.. أطلق المحتشدون بساحات المسجد الأقصى المبارك علمي الجزائر وفلسطين معًا وكأنها لوحة تعبيرية جميلة يملؤها الوفاء والعرفان بمواقف بلد "المليون شهيد"، في مشهد رائع جسده الفلسطينيون احتفالاً بعيد الأضحى المبارك.
وتعددت مواقف الجزائر قيادة وحكومة وشعبًا مع أشقائهم الفلسطينون، ولعل من بين تلك المواقف التي تسردها "الحياة واشنطن"، هذا المشهد الذي لقى إعجاب الوطن العربي، عندما توقف جنود جزائريون لإحضار علم فلسطين من الجماهير ليرفعوه أثناء العرض العسكري بمناسبة عيد الاستقلال الـ 60، الذي جسد علامة في النبل والوفاء للقضية الفلسطينية.
اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
أما رياضيًا، تعددت مشاهد رفع اللاعبين الجزائريين علم فلسطين بعد العديد من المباريات واللقاءات، وتذكر "الحياة واشنطن" منها المباراة أمام المغرب في ربع نهائي كأس العرب 2021، إذ أنه كان مشهد غاية في الروعة، صحيح أنَّ اللاعبين الجزائريين يفعلون ذلك دائمًا، لكن لهذه الخطوة في تلك المباراة أهميتها ودلالاتها.
في ربع نهائي كأس العرب 2021 بين الجزائر والمغرب، كان الهدف الذي سجَّله الجزائري يوسف البلايلي رائعًا، لكنَّ الأكثر روعةً في تلك المباراة كان خلال احتفالات المنتخب الجزائري بالفوز والتأهّل إلى نصف النهائي، حين رفع اللاعبون الجزائريون علم فلسطين.
هذه المرة، كان العلم الفلسطيني حاضرًا مع الجزائريين، وكانوا يوجّهون من خلاله تحية إلى فلسطين وشعبها، تأكيدًا على الثبات مع فلسطين في كلِّ الأحوال، وليس فقط كما حصل عند اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح والعدوان على غزة في أيار/مايو الماضي، وهو ما من شأنه أن يرفع منسوب التضامن والمساندة لفلسطين وشعبها، كما حصل حينها.
إنَّ خطوة اللاعبين الجزائريين كانت في بطولة يشارك فيها منتخب فلسطين، ليؤكّدوا بذلك أنَّ الجزائر وفلسطين واحد، وكما يرفع المنتخب الفلسطيني لواء فلسطين وشعبها أينما حلَّ في البطولات، فإن منتخب الجزائر يفعل ذلك أيضاً، ولو كان يشارك مع منتخب فلسطين في بطولة واحدة.
وسياسيًا، كان للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، تدخل بارز في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي فتح وحماس، واللقاءات التي جمعته بين نظيره الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فضلاً عن المشاركة في احتفالات الأعياد الوطنية لفلسطين.
فلا شك أن العلاقات الجزائرية الفلسطينية قديمة ومترسخة منذ زمن بعيد، ويعتبر دعم القضية الفلسطينية من الثوابت الجزائرية على المستويين الرسمي والشعبي.
إذ أبدت الجزائر انخراطًا نشطًا في الملف الفلسطيني، حيث استقبلت الرئيس محمود عباس وقدمت منحة مالية للسلطة الفلسطينية الشهر الماضي.
وأخيرًا وليس اخر، تبرز "الحياة واشنطن" محطات مهمة في العلاقات الجزائرية الفلسطينية:
• عام 1963: الجزائر تصبح أول بلد عربي يستضيف مكتبا لحركة فتح الفلسطينية.
• عام 1965: الجزائر تصبح من أوائل الدول التي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وافتتاح أول مكتب للمنظمة في العاصمة الجزائرية.
• عام 1966: تخرج أول دفعة من الضباط الفلسطينيين من كلية شرشال العسكرية في الجزائر بحضور الرئيس هواري بومدين.
• عام 1968: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تختطف طائرة إسرائيلية كانت في طريقها إلى إيطاليا وتوجهها إلى الجزائر، حيث هبطت في مطار هواري بو مدين الدولي (مطار الدار البيضاء سابقا). والتوصل إلى صفقة عبر وسطاء أفرجت الجزائر بموجبها عن الركاب الإسرائيليين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين.
• عام 1975: خلال ترؤسها للدورة رقم 29 للجمعية العامة للأمم المتحدة آنذاك، الجزائر ترعى وتصوت على القرار رقم 3379 الذي ينص على أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية. (يشار إلى أن القرار ألغي في عام 1991).
• عام 1982: الجزائر تستقبل قرابة 600 مقاتل فلسطيني بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى
• عام 1988: الجزائر تستضيف قمة عربية طارئة توصلت إلى قرار بدعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ماليا، وتصبح أول دولة تعترف بدولة فلسطين بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية بإعلان الاستقلال من في مؤتمر عقدته بالجزائر أيضا.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com