“طفل يعني الحجر يبكي عليه”.. بهذه الكلمات طالبت والدة الفلسطيني أحمد مناصرة السلطات الإسرائيلية بالإفراج عنه في مقطع فيديو شهد تداولا واسعا على المنصات العربية.
وقالت الأم في الفيديو “ابني يريدني، يتشبث بالزجاج (أثناء الزيارة) وأقول له يا ليتني أستطيع أن أخرجك من الزجاج. صرت أحضنه في الهواء وهو يبكي، والجنود يستفزوننا لأقصى حد ويصرخون فينا كي نغادر أنا ووالده”.
أصدرت عائلة المناصرة بيانًا ناشدت فيه العالم الوقوف إلى جانب ابنها، واستجابت مجموعات عديدة من الناشطين والأخصائيين النفسيين، وأُطلقت حملة عالمية إلكترونية تطالب بالإفراج عن الأسير.
وتفاعلا مع حملة “الحرية لابني أحمد” التي أطلقتها والدته كتب معتز جمال “بهدف الانتقام من الطفولة الفلسطينية، الاحتلال عزل أحمد في ظروف صعبة لا يمكن احتمالها، وجعله يعاني من آلام حادة في الرأس وضيق في التنفس والحرمان من الاختلاط مع بقية الأسرى، وحرم عائلته من زيارته”.
وعلّقت رزان “أتوقع لا يغيب عن بال أحد صوت أحمد وهو يصرخ “مش متذكر” من سنين طويلة (أثناء التحقيق معه). ربما لا نستطيع أن نسمع صوته الآن بنفس القدر ولكن نستطيع أن نوصل صوته لكل العالم”.
وغردت هيا زهير “الطفل الذي أبكاني من كل قلبي وإلى الآن مازلت أبكي عندما أرى أي خبر عنه، الله يفك أسرك”.
وكتبت هدى حرب “انتزعوا قلب أمه منذ أن كان عمره 13 عاما، الحرية لابنك أحمد مناصرة يا أختنا ولن نتوقف حتى يعود أحمد لنا أحمد حرًا”.
ويتعرض الطفل أحمد لانتهاكات عديدة في سجون الاحتلال من بينها التعذيب النفسي والجسدي في سجن انفرادي وذلك بعد اعتقاله منذ 7 سنوات والحكم عليه بالسجن 12 عامًا.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أحمد وهو بعمر 13 عامًا بعد دهسه وتعرضه للضرب على أيدي مستوطنين. ويعاني أحمد من اضطرابات نفسية وإصابته بتورم دموي يسبب له صداعًا شديدًا وآلامًا حادة.
حملة للإفراج عن أحمد
وأطلقت مجموعات من الناشطين والأخصائيين النفسيين مؤخرا، حملة حول العالم للتعريف بقضية أحمد مناصرة، والضغط لمحاولة الإفراج عنه، ووُقعت عرائض بعدة لغات من قبل آلاف الشخصيات والمؤسسات حول العالم تطالب بذلك.
ويكشف بلال عودة، من شبكة الفلسطينية العالمية للصحة النفسية، أن هناك (8-10) حالات نفسية صعبة داخل سجون الاحتلال تقترب وتزيد على حالة أحمد مناصرة، ومنهم من يعاني من أكثر من مرض نفسي في آن واحد.
ويدعي الاحتلال، وفق عودة، أن هناك مكانا في سجن الرملة للمرضى النفسيين، وأنه معزول عن السجن ويصفه الاحتلال بأنه مصحة نفسية، ولكن كل من دخل إلى هذه المصحة، يرى أنه يزيد من المعاناة ولا يعالجها كما كل العلاجات الأخرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
لذلك كان لا بد من إعلاء صوت الأسرى الفلسطينيين، الذين يتعرضون لضغوط نفسية وجسدية هائلة، وفق عودة، لإنقاذهم، والمسارعة بعلاج المرضى منهم، لأن مماطلة الاحتلال تزيد من مشاكلهم، وتصعب علاجهم.
وحُرم أحمد من مقابلة ذويه مرات عديدة، وحتى عندما يسمح له بمقابلتهم يكون اللقاء من وراء الزجاج ولوقت قصير.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com