المنتجعات السياحية المصرية.. ساحة جديدة للحرب الروسية الأوكرانية

10:34 ص ,18 مارس 2022

انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية إلى ساحة جديدة، تبعد آلاف الكيلومترات من ساحات القتال، إذ تشهد المنتجعات السياحية المصرية المطلة على البحر الأحمر مشاجرات يومية بين سائحين روس وأوكرانيين بسبب تلك الحرب.

وبحسب تقارير إعلامية فإن المنتجعات السياحية في مدينتي شرم الشيخ والغردقة شهدت أجواء من التوتر والعداوة بين السياح الأوكرانيين والروس العالقين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث أكد سائحون أوكرانيون في منتجعات مدينة شرم الشيخ المصرية المطلة على البحر الأحمر، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنهم حاولوا إقناع الروس بأن بلادهم لم تفعل شيئًا لتستحق الغزو، لكنهم فشلوا في ذلك.

وأخبر رجل أوكراني الصحيفة أنه شاهد امرأة روسية ترتدي قميصا عليه علم بلادها تحدق في سائحة أوكرانية في ردهة الفندق، ثم تبادلتا السباب بالألفاظ القبيحة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أسبوعين، وقعت مشاجرة بين رجل روسي وامرأة أوكرانية، دفعت إدارة الفندق إلى استدعاء الشرطة، التي قررت نقل أحدهم إلى فندق آخر، لمنع تكرار المشاجرة.

وأكد موظفون أن المنتجعات عرضت وجبات مجانية وامتيازات أخرى لإقناع الأوكرانيين والروس بتناول الطعام في مطاعم منفصلة.

ومع بداية الغزو الروسي، قال مسؤولو السفارة الأوكرانية إن حوالي 11 ألف أوكراني كانوا يقيمون في شرم الشيخ و9000 آخرين في الغردقة. وتضاءلت هذه الأرقام منذ ذلك الحين حيث نسقت مصر رحلات إجلاء إلى أوروبا، في حين يقدر عدد السياح الروس العالقين بعشرات الآلاف.

في الأوقات العادية، توفر شواطئ مصر للروس والأوكرانيين ملاذًا شاملاً للهروب من البرد القارس والمناخ الشتوي بأسعار أقل من أي دولة أخرى.

وأمرت الحكومة المصرية الفنادق من فئة نجمتين وثلاث نجوم على البحر الأحمر بتمديد إقامة الضيوف الأوكرانيين مجانًا، بينما طُلب من المنتجعات 5 نجون تقديم أسعار خاصة أو النقل إلى أماكن إقامة أرخص، وذلك بحسب موقع "الحرة" الأمريكي.

كان ذلك مصدر ارتياح للسياح، لكنه كان بمثابة ضربة للفنادق التي تضررت بالفعل بشدة من الوباء، والتي وعدتها الحكومة بتعويض قدره 10 دولارات فقط لكل ضيف أوكراني في الليلة.

ويتطلع بعض السائحين من البلدين لإقامة طويلة الأمد في مصر حتى تتضح الأمور حول الحرب، باعتبار أن مصر أرخص من العديد من الخيارات الأخرى.

وقال أندري باناجوشين، الدبلوماسي الأوكراني السابق الذي يعيش في شرم الشيخ، إنه وسكانا أوكرانيين آخرين تلقوا طلبات من مواطنين يبحثون عن إيجارات طويلة الأجل.

وتعد الحرب في أوكرانيا أحدث الضربات التي تعرضت لها السياحة في مصر، إذ تقدر أعداد السائحين الروس والأوكرانيين بنحو 40 % من حركة السياحة الوافدة إلى مصر، كما أن السياحة في مصر بدأت تتعافى مؤخرا من أثار أزمة فيروس كورونا.

ومنذ بدء الحرب، عقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري عدة اجتماعات مع مسؤولي الوزارة لمتابعة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على القطاع السياحي بمصر، والوقوف على المستجدات في هذا الشأن.

وتابعت وزارة السياحة المصرية حركة عودة كافة السائحين من الجنسيات التي حالت مستجدات ظروف الطيران دون عودتهم إلى بلادهم، وذلك بعد انتهاء برامجهم السياحية في مصر، حيث تم الإشارة إلى أن إدارة القطاع السياحي في مصر خلال تعامله مع هؤلاء السائحين ساهمت في زيادة ثقة حكومات الدول المختلفة والسائحين ومنظمي الرحلات في المقصد السياحي المصري.

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com