الآثار المباشرة للأزمة الأوكرانية على الاقتصاد العالمي

05:20 م ,17 مارس 2022

إن الصراع بين دول الـ«لناتو» بقيادة الولايات المتحدة مع روسيا حول أوكرانيا سيعرض الاقتصادات العالمية الى التدهور السريع، خاصة وأن الكثير من الدول عانت خلال عامين من جائحة كورونا التي ابطأت من معدلات النمو الاقتصادي في الكثير منها.

ومع نشوب الصراع بين موسكو والـ"ناتو» في أوكرانيا فإننا بتنا نرى المزيد من التشاؤم حيال الوضع الاقتصادي العالمي المتردي وسط مخاوف من زيادة نسب الفقر المدقع في ظل تردي اقتصادات العديد من تلك الدول لارتفاع كلف الطاقة والمواد الغذائية.

ومع فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بهدف عزل البلاد وخلق ركود عميق هناك، إلا أن التداعيات الاقتصادية بدأ العالم يشعر بها أكثر من المواطن الروسي. فمن المتوقع أن يؤدي الارتفاع الحاد في أسعار النفط والمعادن إلى ارتفاع مضاعف في نسبة التضخم العالمي. فإذ ما استمر الصراع لمدة تتعدى شهر ابريل فإنه من المتوقع أن تقلص الحرب النمو الاقتصادي العالمي بنسبة ٧-٩ ٪.

روسيا هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وثاني أكبر مصدر للنفط إذ تنتج يوميا ١٠ ملايين برميل من النفط، ما يعادل ١١٪ من انتاج النفط العالمي.

لقد أدى الصراع الروسي الأوكراني حتى الآن إلى ارتفاع هذه الأسعار وتسبب في ارتفاع أسعار المشتقات البترولية إلى أعلى مستوى له منذ العام ١٩٨٢، في حين زادت أسعار الغاز بالجملة بأكثر من الضعف. إذا بقيت أسعار الغاز في ازدياد، فإن فواتير الطاقة ستتضاعف مرارا وتكرارا إلى مستويات قياسية ما سيؤدي إلى ظاهرة فريدة من نوعها «اقتصاد عالمي منكمش ومتضخم».

اما من الناحية الغذائية، فإن روسيا وأوكرانيا يطلق عليهما اسم سلتي خبز وغذاء أوروبا والعالم حيث تصدر كلتا الدولتين حوالي ٣٣٪ من انتاج العالم من هذه المادة و٥٥٪ من منتجات عباد الشمس من بذور وزيت و٧٠٪ من الذرة العالمية.

فإذا ما استمرت الحرب الى نهاية شهر ابريل ٢٠٢٢، فإن ذلك سيؤثر على إنتاج الحبوب بل ومضاعفة أسعار القمح العالمية إذ إن أكثر من ٤٠٪ من صادرات القمح والذرة الأوكرانية تتجه إلى الشرق الأوسط وإفريقيا العام الماضي.

يأتي التدخل الروسي في أوكرانيا في وقت تشهد فيه اقتصادات الدول ومنها الأوروبية المزيد من الانكماش في ظل ارتفاع أسعار جنوني ناهيك بأزمة سلاسل التوريد العالمية. تعتبر روسيا وأوكرانيا منتجين رئيسيين لمجموعة من السلع–النفط والغاز الطبيعي والحبوب والمعادن–التي ترتفع أسعارها خلال الأحداث العالمية الكبرى مثل الحرب. يترجم ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية بشكل مباشر إلى ارتفاع الأسعار في محطة الوقود الخاصة بك–والبنزين هو أحد المنتجات العديدة المصنوعة من النفط الخام.

والسؤال المطروح هو: من سيدفع فاتورة الحرب تلك؟ فالصراع في وضعه الحالي قلب الموازين الدولية وأنهى النظام أحادي القطب وكسر حواجز التضخم ما سينعكس سلبا على الدول المتقدمة أكثر من غيرها.

 

*  إعلامي وسياسي أردني

اقرأ ايضا: لماذا يجب على المسيحيين أن يكونوا ممتنين للشعب الفلسطيني؟

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحيــــاة ".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com