السعودية تدرس الإطاحة بالدولار من تعاملاتها النفطية مع الصين

06:46 م ,15 مارس 2022

كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن أن السعودية تدرس قبول اليوان الصيني بديلا للدولار في مبيعات النفط لبكين، في خطوة تعكس، إن تمت، زيادة التقارب بين البلدين، لاسيما في المجال الاقتصادي.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها إن المملكة العربية السعودية تجري محادثات نشطة مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية إلى الصين باليوان، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من هيمنة الدولار على سوق النفط العالمية وتمثل تحولا آخر من قبل أكبر مصدر خام إلى آسيا في العالم.

وكانت المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط المسعرة باليوان قد توقفت منذ 6 سنوات، لكنها تسارعت هذا العام حيث أصبح السعوديون غير راضين بشكل متزايد عن الالتزامات الأمنية الأمريكية للدفاع عن المملكة.

ووفقا لتقرير الصحيفة فإن السعودية تتطلع إلى الحصول على دعم من الولايات المتحدة بشأن تدخلها في اليمن.

وتعتبر السعودية أكبر مصدري النفط إلى الصين، وأظهرت البيانات أن المملكة حافظت على مرتبتها كأكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين في العام 2021، حيث زادت الإمدادات بنسبة 3.1% مقارنة بالعام 2020.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت أمس  ان السعودية وجهت دعوة للرئيس الصيني شين جين بينغ لزيارة المملكة في شهر مايو القادم، في خطوة تأتي وسط توتر في العلاقات بين واشنطن وبكين.

وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن الزيارة من المتوقع أن تتم في مايو المقبل، عقب انتهاء شهر رمضان، لتكون الرياض هي أول وجهة خارجية للرئيس الصيني ، منذ بدء تفشي جائحة كورونا عام 2020.

وتسعى الرياض لتقوية علاقتها بالصين، وفي وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الأمريكية تقلبات، كما تجمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الصيني علاقة صداقة قوية.

وكان ولي العهد السعودي من المقرر أن يشارك في افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين الشهر الماضي، لكنه غاب لأسباب متعلقة "بجدول أعماله"، حسب وزارة الخارجية الصينية.

وبررت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، غياب محمد بن سلمان عن الافتتاح بأنه أراد حضور المكالمة بين والده خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي جو بايدن، كاشفة عن أن ولي العهد استمع للمكالمة لكنه لم يتكلم.

وإلى جانب العلاقات السياسية المتميزة بين السعودية والصين، تجمع البلدان علاقات اقتصادية قوية.

وأعلنت شركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو)، عن استثمار جديد لها في قطاع الطاقة في الصين، التي تصفها بحجر الزاوية في استراتيجيتها للتوسع في آسيا.

وقالت شركة أرامكو، التي تدير إنتاج النفط في أكبر بلد مصدر له في العالم، إن استثمارها الجديد يتضمن تأسيس منشاة ضخمة تضم مصفاة ومجمع بتروكيماويات في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينج شمال شرق الصين.

وبجانب الاستثمارات الكبيرة بين البلدين، شملت خطط السعودية طويلة الأمد لتطوير علاقتها مع الصين، تعليم اللغة الصينية في مدارس المملكة، في مؤشر يعكس نظرة الرياض لصعود القوة الآسيوية عالميا بعد عقود من الهيمنة الغربية.

وتحتفظ السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بمركزها كأكبر مورد للصين بشكل شبه دائم، وبما يقارب المليوني برميل يوميا من الخام.

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com