منْ أقام المقابر الجماعية، الفلسطينيون أم نحن الأوروبيون؟
ومن قام بتهجير الفلسطينيين من أرضهم واحتلها بالقوة؟
وقد لفتت الكاتبة إلى أن البذور العنصرية لا يمكن أن تكون عربية، مرفقة ذلك بالدليل القاطع قائلة: إن اليهود كانوا يعيشون مع العرب في الأندلس، كانوا مستشارين في مصارف بيروت وبغداد وسوريا والعراق، وفي المغرب كان لهم شأن كغيرهم. وتضيف «نحن الأوروبيون صنعنا هذه المأساة للشعب الفلسطيني... نحن من لفظ اليهود ورماهم في فلسطين لنغسل عارنا، وتركناهم يذبحونهم ويدمرون بيوتهم ونشجعهم على الاحتلال، واكثر من ذلك رسمنا صورة للفلسطيني بأنه إرهابي ظالم..».
هذا مختصر وجيز عن الكتاب الذي ختمته بالقول: ردوهم إلى أوروبا وابحثوا عن محارق اليهود وافران الغاز في أوروبا وليس في فلسطين.
* * *
وقبل ايام صدر أيضا كتاب للسفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو، كان من المفترض أن يُنشرَ قبل عامين، لكنه تعرض لضغوط منعته من ذلك. اما الآن، فقد حان وقته، لأن أوروبا تعيش حالة من الخوف بسبب التحسب من ارتداد الإرهاب إليها.
اللافت طبعا هو عنوان الكتاب (عاصفة على الشرق الأوسط الكبير) Moyen-orint Tempete Sur Le: grand، حيث يَخلُص هذا الدبلوماسي إلى ان الرئيس الأسد إصلاحي، وسوريا ضحية مؤامرة، بعد فضحه وبجرأة عالية لكل المعلومات، والتحضيرات التي سبقت الحرب على سوريا نتيجة للصراع بين المصالح الكبرى والقوى الدولية، يقول السفير الفرنسي السابق ريمبو: من خلال البحث في ملف النفط، اكتشف جيوستراتيجيونا فجأة الموقع - المفتاح لسوريا، ذلك لتمرير النفط والغاز من الخليج وإيران وقطر والشركات الأميركية والروسية إلى اوروبا يجب أن يمر حكما بالأراضي السورية، ناهيك عن تقليل السفير الفرنسي من شأن المعارضة التي اخترعها الغرب وغيره والفصائل المسلحة بالتفصيل الدقيق.
هكذا تُبرمج الأمور، وندفع نحن الثمن، من فلسطين إلى سوريا.. تفاصيل الكتاب مهمة للغاية، يفعلون ما يفعلون، ومن ثمَ يخرج من بينهم من يقول الحقيقة، لقد كذبنا على العالم ومَرَرنا مشروعنا... فما أنتم فاعلون؟ فاليوم الأسود آتٍ عليهم لا محالة.
* صحفي كويتي
** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحيــــاة"
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com