أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن تل أبيب نشرت وثيقة عن حجم جرائم الاغتصاب التي ارتكبتها العصابات اليهودية، إبان حرب احتلال فلسطين عام 1948، معتبرة السرقة التي قام به الجنود أمرا أكثر صعوبة من الاغتصاب.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية- في تقرير نشر على صفحتها: إن "الوثيقة تتمثل في محضر اجتماع عُقد في تموز/ يوليو 1948 ناقش خلاله أعضاء الحكومة المؤقتة جرائم الحرب التي ارتكبها جنود ومدنيون يهود ضد الفلسطينيين، من بين أمور أخرى".
وأضافت الصحيفة: "اتضح أن أول وزير زراعة إسرائيلي أهارون زيسلنغ، الذي كان من بين الموقعين على إعلان الاستقلال، قال في سنة 1948 إنه يستطيع أن يغفر حالات الاغتصاب التي ارتكبها اليهود ضد النساء العربيات".
وتابع الوزير : "دعونا نقول إن حالات اغتصاب وقعت في الرملة. يمكنني أن أغفر حالات الاغتصاب، لكنني لن أغفر أي أفعال أخرى".
يكتسي التصريح السابق، أهمية إضافية، ويشرح ما اعتبره الوزير فعلًا أكثر خطورة من الاغتصاب أي "عندما يدخلون مدينة وينتزعون المجوهرات بالقوة من أعناق النساء - هذا أمر خطير للغاية".
بدوره، قال رئيس الوزراء دافيد بن غوريون: "أنا ضد الهدم الكلي للقرى.. لكن هناك أماكن شكلت ولا تزال تشكل خطرًا كبيرًا وعلينا القضاء عليها. ولكن يجب أن يكون ذلك بشكل مسؤول مع ضرورة التريّث قبل اتخاذ الإجراء اللازم".
كما تُعتبر تصريحات وزير شؤون الأقليات بخور شالوم شيطريت حول الروابط بين اليهود والفلسطينيين في القرى والمدن الفلسطينية التي احتلتها العصابات قاسية بشكل خاص.
وقال شيطريت آنذاك إنه كان يأمل كأقلية "عانت لآلاف السنين من الشتات أن نقدر الأقليات وأن نضع سياسة إنسانية عادلة تجاههم.. لطالما أعلنا عن رغبتنا في العيش بسلام مع العرب، وأنه لن يكون هناك أي تمييز عنصري أو ديني في دولتنا على الإطلاق بين المواطنين".
وأضاف: "إنه لمن المؤسف أن أشير إلى أن كل ما اُنجز بالفعل (وهذا أمر معروف جيدا) لن يكون على الأرجح مشجعًا".
كما وصف شيطريت فيما بعد عمليات الطرد والتدمير والنهب والاعتقالات بالباطلة.
وتعقيبًا على ذلك قال رئيس الوزراء: "لقد صُدمنا جميعا من عمليات الكشف الأولى عن الفوضى والسرقة التي شارك فيها المدنيون أيضا. حدث هذا بشكل خاص في يافا وحيفا، وانخرطت فيها جميع الفئات دون استثناء، حتى النخبة المثقفة في القدس".
وأضاف أن الجيش لم يكن المسؤول الوحيد عن الانتهاكات، قائلا: "أنا أعارض أولئك الذين ينسبون السرقة إلى الجيش فقط، إن البلاء أعمق بكثير من هذا. يفعل أفضل الناس هذا. يسرق غير المقاتلين بقدر ما يسرق المقاتلون. لقد صُدمت من هذه الظاهرة. لم أكن أتوقع أن الأمر سيكون على هذا النحو، ولكنه كذلك". مع ذلك، حاول تطويع تصريحه بالقول إن الناس يعملون جاهدين "لإنقاذ أنفسهم" نظرا لأن الأوامر الرسمية للحكومة تحظر مثل هذه الأعمال.
وأضاف أن الجيش "أكثر إنصافا" في تعامله مع الشعب المحتل من "العديد من الجيوش المخضرمة".
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com