الإبراهيمية: ما استعصى على الصهاينة تحقيقه.. يتحقق لهم

11:45 م ,24 ديسمبر 2021

الوعد الإلهي هو الحق للبشرية، والوعد الإبراهيمي هو الباطل للصهاينة و حلفائهم و زبانيتهم، تحقَّقا بالفعل البشري مترافقاً مع تسخير سُنَن التاريخ، فالوعد الإبراهيمي باطل اذا ما تحقق علينا كشعوب و امم ان لا ننتظر مجيء وعد الآخرة والاستكانة والانتظار لحين وقوع القضاء، ولا تعني التعامل مع التاريخ كقاعة انتظار إلى وعد الآخرة، ولا تعني إلغاء الدور الإنساني ومسؤولية الإنسان وحريته فيما يتعلّق بتحقيق قَدَر الله في الأرض، بل تعني أنَّ التوقيت الزمني لحدوث القَدَر ووقوع القضاء، هو من خصائص الألوهية وفعل الله تعالى, فبعد تجميع اليهود وهجرتهم إلى فلسطين، وعلوّهم وإفسادهم فيها، يأتي وعد الآخرة بتدمير علوّهم وإفسادهم ودولتهم بأيديهم وأيدي زبانيتهم و حلفائهم

يجب ان يكون للشعوب رؤية بشأن امتلاك الأمة قوةَ التأثير والفعل في تغيير أحداث التاريخ لمصلحة البشرية من خلال عدم الغاء مسؤولية الإنسان الذاتية ـ كفرد وأُمة ـ عن تحديد مصيره، والتحكّم في مسار تاريخه.

اقرأ ايضا: الممثل الأمريكي ريتشارد جير يغادر أمريكا احتجاجا على المناخ السياسي

فالقراءة الواعية والعمل بما فيه مصلحة القضية الإنسانية والأمة يُحرّران الإبداع الإنساني، ويُشعلان فعّاليته التاريخية، ويُطلقان الفعل البشري ليُغيّر مسار التاريخ، ويؤدّيان إلى إخراج وعد الآخرة من القَدَر الإلهي في عالم الغيب إلى القَدَر الإلهي في عالم الشجاعة في مواجهة التحديات التي تواجهنا من الصهاينة و حلفائهم و زبانيتهم، بحيث لا نصبح اسرى للشعارات الفارغة و الوطنيات الجوفاء من خلال الانتظار على رصيف التاريخ إلى وعد الآخرة، علينا ان لا نقف طوابير آدمية مُهمَلة تنتظر دورها للدخول من بوابة التاريخ، ولا نعقد مؤتمرات خطابية موحشة ينتظر الخطباء فيها دورهم في منصّة توزيع الغنائم, علينا العمل بمزيد من الوضوح في الرؤية، وقوة التخطيط، وفعّالية العمل، و العمل على تحرير عقولنا و ارضنا من خزعبلات الصهاينة و خداعهم .

فالتاريخ اليهودي لم يكن في يوم تاريخا” ملهما” أو يمكن لأحد الاعتبار منه , فاليهود على مر التاريخ حاولوا جاهدين انكار الديانات التي ارسلها الله لعباده من خلال سيدنا عيسى و سيدنا محمد فقاموا بصلب سيدنا عيسى و محاربته في رسالته التي ارسله الله بها و غدروا بسيدنا محمد و نقضوا عهودهم معه و اشعلوا نار الفتنة بين اتباعه و نجحوا في ذلك بعد وفاته من خلال ايجاد المتشيعين الذين اوجدهم عبدالله بن سبأ اليهودي. استطاع اليهود رغم تشتتهم أن يستفيدوا من المزج الغريب لليهودية ما بين التاريخ والدين والقومية، وأن يجمعوا وبحرارة بين شعوب تعيش في بيئات جغرافية وسياسية وكذلك حضارية مختلفة.

جميع الأديان و العقائد و الطوائف تؤمن بان سيدنا ابراهيم عليه السلام هو ابو الأنبياء فالرسل جميعا” اتوا من صلب سيدنا ابراهيم سواء سيدنا موسى, عيسى او محمد عليهم السلام هم من صلب سيدنا ابراهيم و لو اراد الله لجعل صحف ابراهيم مرجعا” للبشرية و ما كان ليصطفي سيدنا موسى, عيسى و محمد عليهم السلام ليكونوا رسلا” للبشرية على هذه الأرض و لما جعل التوراة, الأنجيل و القرآن مرجعا” و دستورا” و لكن لرب العالمين حكمة عندما تنحرف البشرية عن تعاليم رسله يرسل لهم رسولا” من اجل اعادة توجيههم الى الطريق الحق و الطريق الصواب «وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» فالاختلاف آية من آيات الله “إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”, نعم نحن نؤمن بسيدنا ابراهيم رسولا” و ابو الأنبياء و نؤمن بسيدنا موسى و عيسى و محمد لكن لا نؤمن بمن ينحرف عن الطريق التي رسمها الله لعباده تنفيذا” لمصالح دنيوية خبيثة في ظاهرها ايمانية و في باطنها خبث و دهاء و غدر و خيانة و محاولة الترفع عن ما اراده الله لهذه الدنيا.

لا نعلم هل حلفاء الصهاينة ممن يريدون ابتداع عقيدة جديدة يطلق عليها الإبراهيمية على علم و دراية باليهود اكثر من خالقهم فاذا لم يصدقوا ما قاله الله عنهم في محكم كتابه فهم يكفرون بدستور المسلمين القرآن حيث قال رب العزة “أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ” و قال سبحانه و تعالى “وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا” و هل تعلمون يا حلفاء الخبث و الخبثاء من الصهاينة لماذا يتحالفون معكم و لا يقتلوكم كما اورد الله في محكم كتابه حين قال عنهم ” ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ” فمن المؤكد انكم بعيدين كل البعد على ان يقتلوكم و انتم حلفائهم و انتم لا تدرون ما هو القسط و انتم حلفاء الغدر و الخيانة و الفساد فانتم من غدرتم بشعوبكم و خنتم خالقكم و كفرتم باياته و ها انتم تقومون بابتداع نهج دنيوي عقائدي بعيد كل البعد عن التوراة, الأنجيل و القران نهجا” يتوغل على دستور الله الذي انزله من خلال رسله للبشرية ليكون نهج حياة على هذه الأرض.

مهما حاولتم و مهما غررتم سيبقى دستور الحق عز و جل, الذي صدق في كل ما قال عنهم و هو خالقهم و اعلم بما في قلوبهم من غدر و خيانة، نؤمن أنه سيصدق في وعده ” يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ”.

نحن جميعنا ابناء هذه الأرض ابراهميون نؤمن بسيدنا ابراهيم و صحف ابراهيم, موسويون نؤمن بسيدنا موسى و بالتوراة الذي ارسله الله, عيسويون نؤمن بسيدنا عيسى و الأنجيل الذي ارسله الله على سيدنا عيسى محمديون نؤمن بسيدنا محمد و بالقرآن الذي ارسله الله على سيدنا محمد نؤمن برسالاتهم, مسلمون نسلم امورنا لله خالقنا, و لكن لم و لن نكون اتباع عقيدة الكفر و العهر و الخيانة العقيدة الوضعية التي تتاجر بالأديان لمصالح سلطوية, سياسية وضعية تم تفصيلها على قياس عروش الفاسدين الفاسقين ممن يطلق عليهم الإبراهيمية ليتجملوا من خلالها امام شعوبهم و يمنحوا شرعية لتحالفهم مع اهل الغدر و الخيانة و الله و رسله و سيدنا ابراهيم بريء منهم و من عقيدتهم الصهيونية لتعديهم على شرع الله و الدستور الذي وضعه للبشرية على هذه الأرض.

نعم نحن امة تؤمن بالتسامح و المحبة و السلام و الأخوة بين البشر كافة بغض النظر عن الدين و العرق و الطائفة و لكن نؤمن بالمساواة بين الجميع و ان لا يتعدى احد على حقوق احد على هذه الأرض فنحن جميعا” سكان هذه الأرض نكمل بعضنا بعضا” باختلاف ديناتنا و مسمياتها و طوائفنا و عقيدتنا و ما يجمعنا ايماننا المطلق بالله رب العزة و خالقنا, ان المساواة و التسامح و السلام الذي نؤمن فيه لا يكون و لن يكون مع من اغتصب ارضنا و استحوذ على مقدساتنا و قتل ابنائنا و مع من يتحالف معهم , نعم نؤمن بالتسامح و السلام مع من يصدقون العهد و ليس مع من يخلفوه, فكيف لنا ان نصدق العهد مع من قتلوا الأنبياء و نقضوا عهودهم معهم هل سيصدقون العهد مع شرذمة من حلفائهم صبية العروش و عبيد السلطة و القرش و الدينار من ابناء عمومتهم و صنيعتهم من صهاينة الأعراب. لن نقول لكم استيقظوا فانتم لم و لن تستيقظوا فانتم صنيعة الصهيونية الذين اوجدوكم على عروش قائمة على الخيانة و القتل و الغدر و الفساد, كانت هشة و ستبقى هشة مع اول هبة رياح ستنتفض عروشكم و تنثر رؤوسكم و تعودون الى سابق عهدكم حثالة الحثالة على هذه الأرض و جهلة الجهلة, يا من فرطتم بارض لا تملكوها انتم و ابناء جزيرة الخزي و العار و بشعب اسمى من ان تمتوا اليه بصلة, فالمشرقيون لا يشرفهم ان تكونوا منهم او يكونوا منكم او تنعتوا انفسكم انكم تنتسبون اليهم فهم كانوا و ما زالوا و سيبقون نخبة النخبة التي اوجدها الله على هذه الأرض فكرا” و حضارة و ثقافة و علما” و مهما حاولتم الوصول الى مصافهم سوف تسقط رؤوسكم قبل ان ترفعوها و سوف تخفقوا لأن الله خلق الناس درجات, درجات في الرزق في العلم في المعرفة و في الفكر , وهذه حكمة جليلة ونظام عادل ومتوازن تتعظ منه الخلائق، حيث جعل الناس درجات في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يؤتي الله بعض البشر من المسلمين والكفار نصيبا فاخرا من الدنيا ويفرق بين عبيده، منهم أغنياء علما”, فكرا”, ثقافة, حضارة و ماديا و سلطانا” ومنهم ما دون ذلك، فتتدرج الطبقات الاجتماعية على حسب ارادة رب العزة لتصل للدنيا، لقوله تعالى: (أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون) و نحن من نتطلع الى رحمة ربنا.

انّ هذا المشروع الديني, الطائفي أخطر المشاريع التي رُتِّبت منذ 1400 عام، بحيث يعمل على استهداف اصول الديانات السماوية و أساسها ولسوف يبطل الله سعي الصهاينة و صبيتهم و زبانيتهم بحوله وقوته، غير أنّ الله شاء أن نكون نحن المؤمنين ستارا لقدرته في وجه من يحاول تغيير المعادلة الألهية لهذه الأرض.

 

* كاتب أردني

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "دار الحياة"

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com