أكد حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن المدينة المقدسة تتعرض للانتهاكات منذ العام 1948 والتي كانت مساحتها 21 كيلو متر مربع، عندما قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلية باحتلال الجزء الغربي والذي كان يُشكّل ما نسبته 19 كيلو متر مربع في حين أن الجزء الشرقي كانت نسبته فقط 2 كيلو متر مربع فقط وقد سيطرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على 50 % من ممتلكات المسيحيين في الجزء الغربي من مدينة القدس".
وأضاف عيسى خلال تصريحات خاصة لموقع دار الحياة – واشنطن: أن " عام 1967 استولت السلطات الاسرائيلية على 30 من ممتلكات المسيحيين أي ما نسبته 80 % وهو ما يؤكد استهداف (اسرائيل) للوجود المسيحي بشكل مباشر سعيًا لتحويل الصراع القائم بدلًا من كونه صراع سياسي على الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني إلى صراع ديني وهو ما يرفضه المسيحيون جملة وتفصيلًا كونهم جزءٌ لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني وملح الأرض".
ورأى عيسى، أن ما تقوم به سلطات الاحتلال في الوقت الحالي يُعزز المكانة والوجود الفلسطيني أكثر مما مضى لأن نكبة 1948 لن تتكرر مرة أخرى وشعبنا يعلم أنه لا مفر إلا تثبيت وجوده في أرضه الاُم وهي "فلسطين".
وأكد عيسى، أن (اسرائيل) فشلت عدة مرات في محاولة ضرب التناغم المسيحي الاسلامي بمدينة القدس، لافتًا إلى أن الهبات التي تجري في القدس هي مشاركة جماعية للفلسطينيين لوعيهم بأن جميعهم مستهدفون مِن قِبل الاحتلال.
ودعا الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، إلى ضرورة وجود دعم عربي واسلامي ودولي للمدينة المقدسة بهدف تعزيز صمود أهلها، وكون أن (اسرائيل) تمتلك القوة العسكرية وتستطيع البطش في المواطنين الفلسطينيين وبرغم ذلك يُواجه المقدسيون انتهاكات الاحتلال بصدورهم العارية لأنهم لا يُريدون تحويل المدينة المقدسة إلى مدينة يهودية وبالتالي يُنهون الوجود الاسلامي المسيحي في المدينة المقدسة.
وشدد عيسى، على أن التطبيع العربي مع (اسرائيل) أعطى دفعة قوية للاحتلال لكي ينهال على الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، والتطبيع لم يُبنى على اُسس دعم القضية الفلسطينية وكان يُفترض أن تكون مبادرة العرب 2002 التي أعلنت عنها السعودية في العاصمة اللبنانية بيروت والتي انطلقت ومازالت مستمرة وهي تُشكّل المنفذ الوحيد للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي في حالة نفذت (اسرائيل) ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحق عودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية خاصة 194 .
وختم عيسى حديثه لدار الحياة بالقول: "من المؤسف رؤية العديد من الأنظمة العربية تُمارس التطبيع من تحت وفوق الطاولة غير أبهةٍ للقضية الفلسطينية ولا الأمن القومي العربي بقدرِ استمرار جلوسها على الكَراسي وهذه مأساة العرب في وقتنا الراهن حيث أصبح أمريكا تتحكم في الدول العربية، بأكثر مما تتحكم في ولايتها".
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com