"ذكرى المجزرة" .. دماء على "دفتر الطفولة" لا يمحوها الزمن

04:29 ص ,09 ابريل 2021

 

في صباح يوم الثامن من أبريل عام 1970، ارتدى 86 طفلا زيهم المدرسي وتوجهوا إلى مدرستهم في قرية "بحر البقر" في مركز الحسينية، بالشرقية في دلتا مصر.

المدرسة ذات الامكانيات الضعيفة التي تضم ثلاثة فصول من دور واحد، تضم 130 طفلا، تخلف عن الحضور في ذلك اليوم، 44 تلميذا، ربما لحسن حظهم.

وفي منتصف اليوم الدراسي، ضجت سماء القرية الريفية الهادئة بأزيز 5 طائرات تُحلق على مسافة منخفضة، ربما لم يتوقع أحد ما يمكن أن تُقدم عليه تلك الطائرات العسكرية، إنها تقصف مدرسة الأطفال لتتحول فصولها الثلاثة إلى ركام ويتناثر الغبار في كل مكان، قبل أن تهدأ العاصفة لتتضح الكارثة.

طائرات "العدو الإسرائيلي" ارتكبت مجزرة مروعة، فالقنابل الخمس، التي تزن كل واحدة منها 1000 رطل، قتلت 30 طفلا وأصابت 50 منهم، ليلملم أهالي القرية متعلقات أطفالهم الملطخة بالدماء، ومعها بقايا أجسادهم، في مشهد لم يُمح من الذاكرة المصرية رغم مرور أكثر من 4 عقود على المجزرة، التي تم توثيقها في "متحف شهداء بحر البقر" في متحف الشرقية القومي، والذي يضم بقايا قصاصات وأوراق توارت كلماتها خلف دماء كاتبيها.

بعض التحليلات أشارت إلى أن إسرائيل قصفت مدرسة الأطفال، إثر قرار اتخذ بمهاجمة أهداف في العمق المصري، بعدما أرهقت حرب الاستنزاف جيش الاحتلال، فوقع الاختيار على عدة أهداف في سلسلة ضربات جوية أسقطت ضحايا مدنيين، كان أكثرها دموية مجزرة "بحر البقر".

تلك المجزرة أدانتها مصر، واعتبرتها واشنطن "أنباء مُفزعة"، وبررتها إسرائيل، إذ قالت إن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهداف عسكرية، وقال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، إن المدرسة كانت قاعدة عسكرية والمصريون وضعوا الأطفال فيها للتمويه.

لكن دماء الضحايا لم تذهب سُدى، إذ أثار الهجوم الدامي الرأي العام العالمي، الذي أجبر واشنطن على تأجيل إمداد إسرائيل بصفقة طائرات حديثة، كما خفت حدة الغارات الإسرائيلية، ما مكن المصريين من بناء حائط الصواريخ المصري في يونيو من العام نفسه، وأسقط عددا كبيرا من الطائرات الإسرائيلية.

ذكرى المجزرة، لم ينساها المصريون، فأحياها بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن إسرائيل ستظل العدو الأول لبلادهم.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com