أعلنت الخرطوم استئناف مفاوضات سد النهضة الاثيوبي غدا، باجتماع سداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان واثيوبيا ومصر، برئاسة وزيرة التعاون الدولي بجمهَورية جنوب افريقيا (رئيس الاتحاد الافريقي) ناليدي باندور.
وكانت المفاوضات توقفت بسبب اعتراض السودان على منهجيتها، مطالبة بمنح خبراء الاتحاد الافريقي دورا أكبر لتقريب مواقف الأطراف.
وقالت الخرطوم إن اجتماع الغد سيناقش مقترح السودان الرامي لتفعيل المفاوضات بإعطاء دور أكبر للاتحاد الإفريقي عبر خبرائه للوصول لإتفاق قانوني ملزم بشأن السد ، ومن ثم النظر في المسودة التي أعدها خبراء الإتحاد الإفريقي، للوصول لاتفاق مرض للأطراف الثلاثة.
واستبقت القاهرة والخرطوم الاجتماع، باتصال جرى بين رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدا فيه على التنسيق في القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واتصل البرهان بالسيسي، حيث بحثا مجمل العلاقات الثنائية، وكافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وتعقد جلسة الغد وسط تصاعد التوتر بين اثيوبيا من جهة والسودان ومصر من جهة أخرى، إذ سببت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مُفتي، والتي تطرق فيها للشأن الداخلي المصري، تراشقا بين البلدين.
وقال مفتي، إن "مصر تسعى إلى تصدير صورة عن أن سد النهضة يُمثل خطرا، من أجل الهروب من مشكلات داخلية"، مضيفا: "هناك قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت، فهناك آلاف الإسلاميين محتجزين، والجميع يعرف كيف مات الرئيس السابق (محمد مرسي)، في المحكمة، معتبرا أن الحديث عن خطر سد النهضة، يعكس عمق الأزمة الداخلية في مصر.
ودان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، في بيان لوزارة الخارجية المصرية، هذه التصريحات التي تعدُ تجاوزاً سافراً، وهي غير مقبولة جملةً وتفصيلاً.
وقال حافظ: "مثل هذا التهجُم على الدولة المصرية والتجني في تناول شؤونها الداخلية لا يمثل سوى استمرار لنهج توظيف النبرة العدائية وتأجيج المشاعر لتغطية الإخفاقات الإثيوبية المتتالية على العديد من الأصعدة داخلياً وخارجياً؛ في حين أن مصر آثرت الامتناع دوماً عن التطرق بأي شكل للأوضاع والتطورات الداخلية في أثيوبيا.
وأضاف: "كان من الأجدر على المتحدث الإثيوبي الالتفات إلى الأوضاع المتردية في بلاده التي تشهد الكثير من النزاعات والمآسي الإنسانية التي أفضت إلى مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، وآخرها ما يدور في إقليميّ تيجراي وبني شنقول على مرأىَ ومسمع من الجميع، وكذا ما يشهده إقليم أوروميا من توتر وعدم استقرار متواصليّن، فضلاً عن الممارسات الإثيوبية العدائية المتواصلة إزاء محيطها الإقليمي، بما في ذلك ما يشهده الشريط الحدودي مع السودان مؤخراً من أعمال عسكرية وتوتر متصاعد."
واستدعت الخارجية المصرية، القائم بالأعمال الإثيوبي، محتجة على تطرق المسؤول الإثيوبي للشأن الداخلي المصري.
من جانب آخر، يستمر التراشق بين السودان واثيوبيا بسبب الخلاف الحدودي بينهما، في أعقاب استباكات مسلحة بيم جيشي البلدين في الأيام الماضية، أسقطت قتلى وجرحى.
وبعدما خفت حدة الاشتباكات العسكرية، ارتفعت حدة التراشق على صعيد التصريحات الرسمية، ففي حين أكد سفير اثيوبيا في السودان بيلطال أعمرو، أن الحدود تم ترسيمها في زمن الاستعمار الذي تحامل على اثيوبيا لمصلحة السودان، أكد وزير خارجية السودان عمر قمر الدين، أنه لا مجال لتنصل اثيوبيا من اتفاق الحدود.
وقال السفير الاثيوبي، إن محاولات تغيير الوقائع على الأرض بالقوة يعتبر خرقًا للقانون والاتفاقيات الموقعة بين اثيوبيا والسودان في المسائل الحدودية، وذلك في أعقاب تصريح للمتحدث باسم الخارجية الاثيوبية دينا مفتي، بأن بلاده قد تشن هجوما مضادا في حال استمر السودان في تجاوزاته.
لكن قمر الدين، قال إن بلاده لا تهتم بتصريحات الخارجية الاثيوبية، التي تتناول الشأن السوداني.
وأكد قمر الدين، في مؤتمر صحفي، أن بلاده لم تتلق أي اعتراض رسمي على اتفاقية الحدود مع اثيوبيا، التي تعرف أننا نملك وثائق تدحض هذه المقولات، وهى اعترفت بالحدود مرارا وتكرارا في مناسبات كثيرة جدا.
وقال قمر الدين: "القوات المسلحة سيطرت بشكل كامل على كامل التراب السوداني فيما يخص الحدود الشرقية."
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com