لم تكن الليلة الماضية في مصر، كأي ليلة. ملايين المصريين تعلقت أعينهم بشاشات المحطات الفضائية لمتابعة عمليات فرز أصوات الاقتراع في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، التي جرت يومي السبت والأحد، آخرون ظلوا يرصدون النتائج على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ملايين التغريدات عن تلك الانتخابات التي لاقت اهتماما شعبيا منقطع النظير.
هذه الحالة لم يخلقها الاقتراع في حد ذاته، فقد سبقه باسبوعين، اقتراع آخر في محافظات عدة في المرحلة الأولى من الانتخابات، لكنه مر مرور الكرام، بلا صخب ولا اهتمام.
لكن ليلة أمس كانت "ليلة سقوط مرتضى منصور"، هذا الشعار هو الهاشتاغ الذي كان الأكثر تداولا مع بدء ظهور النتائج الأولية لدائرة ميت غمر في محافظة الدقهلية، في دلتا مصر، التي ترشح فيها مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المعزول بقرار من اللجنة الأولمبية المصرية، والمُثبت بحكم الأمر الواقع.
مرتضى منصور، الذي حل سادسا في الانتخابات وبالتالي فقد فرص الإعادة في تلك الانتخابات، هو واحد من أشهر الشخصيات العامة في مصر وأكثرها إثارة للجدل، إذ دأب على إجراء مداخلات هاتفية في "قناة الزمالك"، التي يملها ناديه، تتضمن في الغالب كما مُروعا من التجاوزات في حق خصومه، تصل حد اتهامهم بالتخابر ضد مصر لمصلحة قطر، من أجل إسقاطه.
البرلماني السابق، يتهم شخصيات عامة مهمة في مصر، من بينها رئيس النادي "الأهلي" محمود الخطيب، أسطورة كرة القدم في مصر، وإعلاميون ورجال أعمال وضباط سابقون ورياضيون، بأنهم يتخابرون لمصلحة قطر، التي يهتم أميرها شخصيا بإسقاط مرتضى ونادي الزمالك.
ومن لم تطله تهمة التخابر، فاتهامات الاتجار في المخدرات، أو ممارسة أي من أفراد عائلته الدعارة، أو الفساد وسرقة المال العام، جاهزة، وهو يملك لكل تهمة دليلا أو "سي دي"، لكنه لم يُظهر أبدا على مدى سنوات أي من أدلته على تلك التهم.
اللافت أن منصور، الذي لُقب بـ "ترامب المصري"، بسبب آرائه ومداخلاته الإعلامية وتصريحاته الصادمة، لم يُعاقب أبدا على تلك التصريحات التي تتخطى حد السب والقذف، فغالبا من يتعرضون لتلك الإدعاءات التي لا يوجد أي دليل عليها ويُكذبها المنطق، حين يتقدمون بشكاوى للنيابة العامة ضد منصور، يطلب النائب العام من البرلمان رفع الحصانة عنه، من أجل مثوله للتحقيق، وهو إجراء امتنع البرلمان دوما عن اتخاه، لكن أهالي مسقط رأسه أسقطوه، ووضعوه على أول طريق الحساب، غير أنه كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يرفض وأسرته الاعتراف بالهزيمة، إذ أكد هو ونجله أحمد مرتضى، الذي هُزم في المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان، أنه متصدر نتائج الانتخابات في دائرة ميت غمر، وفائز بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وقطعا سيخوض نزاعا قضائيا للطعن في نتائج الانتخابات، بعدما أعلنت هزيمته بشكل شبه رسمي.
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com