الأزهر يصف تصريحات ماكرون عن الإسلام بـ "العنصرية" .. ويحذر

08:44 م ,03 أكتوبر 2020

انتقد الأزهر الشريف بشدة تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحدث فيها عن "إنعزالية الإسلام"، واصفا تلك التصريحات بـ "العنصرية"، وحذر من تأجيج مشاعر ملياري مسلم حول العالم.

وكان الرئيس الفرنسي، تعهد بالتصدي "للانعزالية الإسلامية" الساعية إلى "إقامة نظام مواز له قيم أخرى"، وقال إن الدين الإسلامي يمر "بأزمة في جميع أنحاء العالم، ولا نراها في بلادنا فقط"، مشدداً على أنها "أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصوليين والمشاريع الدينية السياسية".

كما طرح ماكرون تفاصيل مشروع قانون ضد ما أسماه بـ "الانفصال الشعوري"، يهدف إلى "مواجهة التطرف الديني وحماية قيم الجمهورية الفرنسية".

ويؤكد مشروع القانون على ضرورة فصل الكنيسة عن الدولة الذي يمثل عماد العلمانية الفرنسية، وفرض رقابة أكثر صرامة على الجمعيات الإسلامية والمساجد الخاضعة للتدخل الخارجي. كما ينص على "منع الممارسات التي تهدد المساواة بين الجنسين"، بما في ذلك "شهادات العذرية" التي تحرص بعض الأسر المسلمة على استخراجها قبل الزواج.

واستنكر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف تصريحات ماكرون، قائلا إنه "اتهم فيها الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به".

وأكد المجمع رفضه الشديد لتلك التصريحات "التي تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان"، مؤكدا أن مثل هذه "التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف".

وشدّد مجمع البحوث الإسلامية على أن إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان كـ "الانفصالية والانعزالية"، هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض، وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة.

ودعا المجمع، وهو أعلى هيئة في الأزهر الشريف، "إلى ضرورة التخلي عن أساليب الهجوم على الأديان ووصفها بأوصاف بغيضة، لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق أمام كل حوار بنّاء، كما أنه يدعم خطاب الكراهية ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية".

في غضون ذلك، انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب "إصرار بعض مسؤولي الدول الغربية على استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي". وحذر الطيب، في تعليقات نشرها حساب الأزهر الرسمي على تويتر، من التأثيرات السلبية لاستخدام ذلك المصطلح، لما يترتب عليه من إساءة بالغة للدين الإسلامي والمؤمنين به، ومن تجاهل معيب لشريعته السمحة.

وقال شيخ الأزهر: إن "هؤلاء السادة الذين لا يكفون عن استخدام هذا الوصف الكريه، "الإرهاب الإسلامي"، لا يتنبهون إلى أنهم يقطعون الطريق على أي حوار مثمر بين الشرق والغرب ويرفعون من وتيرة خطاب الكراهية بين أتباع المجتمع الواحد".

وطالب عقلاء الغرب من مسئولين ومفكرين وقادة رأي بضرورة الانتباه إلى أن إطلاق تلك المصطلحات المضللة لن تزيد الأمر إلا كراهية وتعصبا وتشويها لمبادئ الأديان السمحة التي تدعو في حقيقتها لنبذ العنف والحث على التعايش السلمي بين الجميع.

وتأتي تصريحات شيخ الأزهر بعد أيام من تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، بشأن الهجوم الذي استهدف المقر القديم لصحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، وأسفر عن إصابة شخصين بجروح خطيرة.

وقال الوزير الفرنسي، خلال زيارة لمعبد يهودي في باريس الاسبوع الماضي:"إن البلاد في حرب ضد الإرهاب الإسلامي".

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com