ساد الحزن صباح اليوم الثلاثاء 28/7/2020 جمهورية مصر العربية بعد إعلان نبأ وفاة طبيب الغلابة محمد مشالي فجر اليوم في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة طويلة من العطاء الدؤوب وعمل الخير ومساعدة وعلاج الفقراء والمحتاجين.
كان طبيب الغلابة يطلق عليه فئة كبيرة من الشارع المصري بأن "ملاك الرحمة" لما يتمتع به هذا الرجل الفريد من نوعه من صفات الإنسانية القوية واللامحدودة، التي يصقلها على المواطنين كافة وخاصة الضعفاء من الفقران والمرضى وأصحاب العون والمساعدة.
وشكل وفاة طبيب الغلابة محمد مشالي صدمة كبيرة لفئة الفقراء خاصة المرضى منهم الذين كانوا يترددون على عيادته الطبيبة من أجل طلب العلاج والاستشارة بأسعار بسيطة دون تكلفة، والآن أصبحوا وحيدين لمن سيلجؤون بعد ذلك .
وكان أحد المواقف الانسانية التي مرت على طبيب الغلابة محمد مشالي، الفترة الأخيرة عندما وجه نصائح لجموع المصريين قبل فترة من رحيله على ضرورة الحفاظ على سلامتهم من فيروس كورونا، ودعا الناس إلى عدم الازدحام والتكدس والتهوية الجيدة، والاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، والبُعد عن العصبية والتوتر.
ونذكر هنا في هذا المقام موقف نبيل وإنساني بمعنى الكلمة واقعة تعيينه في إحدى الوحدات الصحية في منطقة فقيرة قائلاً:" جاء لى طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكى من الألم ويقول لوالدته أعطيني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقي أخواتك، ولا زالت أتذكر هذا المواقف الصعب، الذى جعلني أهب علمي للكشف على الفقراء"، مؤكداً أن كشفه يبلغ 5 جنيها وأحيانا لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.
قالت حارسة عيادة طبيب الغلابة محمد مشالي " عزة أبو سريع": إن آخر لقاء قابلت فيه الطبيب محمد مشالي كان صباح أمس الاثنين 27/7، حيث أنه ألقى عليها التحية وقدم لها فاكهة العنب، ومن ثم عاد أدراجه إلى منزله مرة أخرى .
وأضافت في تصريحات أبو سريع :" أنه كان نعم الأب والطبيب، وكان زاهدا في الدنيا وما فيها، ويحب الفقراء وعاش كل عمره لخدمة الفقراء.
وأكملت: الطبيب الراحل "محمد مشالي" كان يومياً يعتاد على الذهاب في وقت مبكراً وتوزيع الطعام على فقراء منطقته في الشارع، ويعطيني الإفطار، ومن ثم يعود إلى المنزل، ليأخذ حقيبته ويتوجه لعيادته،، وأضافت بحزن: مكان يوم أمس مختلفاً، حيث اعطاني الإفطار ووزع الطعام على الفقراء ولم يذهب للعيادة، بل سلك طريقه إلى بيته، في واقعة غير معتادة عليه خاصة أن لديه عمل في عيادته وفوجئت بحضور أطباء للمنزل للسؤال عليه، وعلمت بأنه أصيب بارتفاع في ضغط الدم وتوفى فجر اليوم.
ولد الدكتور محمد مشالي في محافظة البحيرة في عام 1944 لأب يعمل مدرس، وانتقل بعدها والده إلى محافظة الغربية وانتقل معه، واستقرت مع أسرته هناك، وتخرج من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة، وفي عام 1975 أفتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة، وظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات، وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان.
أعلن عن وفاة طبيب الغلابة محمد مشالي صباح اليوم الثلاثاء الموافق 28 يوليو 2020 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية .
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com