بالصور فلسطيني ينتزع ثمار "الصبار" من وسط الأشواك ليعيل أسرته

ينتظر الفلسطيني الستيني "محمد أبو بركة" برفقة زوجته وأولاده، بزوغ صباحاً جديداً الساعة الخامسة فجراً ليبدؤوا بالتحرك نحو سور مزرعتهم القريبة من منزلهم جنوب قطاع غزة لقطف ثمار فاكهة "الصبر" ذات اللون الأخضر من الخارج والألوان الزاهية من الداخل ليعلن عن موسم حصاد ينتظره كل عام .

بآلة محلية مصنوعة من الحديد مخصصة لجني ثمار فاكهة "الصبر" يبدأ أبو بكر يومه الشاق تحت حرارة الشمس الساطعة بقطف الثمار من بين الأشواك الحادة .

ويتنقل أفراد العائلة الفلسطينية البسيطة بين زاوية وأخرى وأنظارهم تروح يمنةً ويسرى بين ألواح الصبر التي تغطيها الأشواك الكثيفة، في حين تتجه أياديهم بشغف وبحذر شديد لقطف الثمرة بإستخدام الآلة الطويلة المخصصة لهذا العمل، ومن ثم يتم وضعها في إناء خاص "جردل" قبل عملية الفرز والتنظيف تمهيداً لملاذها الأخير البيع في أسواق غزة المحلية .

موسم فاكهة غزة "الصبر"

تعتبر فاكهة "الصبر" من أكثر الفواكه التي لها مذاق خاص لدى كثير من المواطنين في فصل الصيف، باعتباره أحد النباتات المعمرة، ولا يحتاج لمجهود كبير في توفير مصادر المياه ، لكونه يعتمد كلياً على مياه الأمطار الموسمية، ويتحمل الجفاف والأجوار الحارة .

يقول أبو بركة من سكان منطقة الفخاري شرق خانيونس جنوب قطاع غزة في حديثه لـ "دار الحياة"، أن قطف محصول فاكهة "الصبر" بدأت منذ أوائل شهر تموز/يوليو، ويستمر العمل يومياً لقطف كافة الثمار قبل أن يتم تسويقها محلياً .

ويواصل أبو بركة الحديث وهو يتنقل يميناً ويسارا تحت أشعة الشمس الحارقة بحثاً عن ثمار العيش ويقول: أن موسم فاكهة هذا العام صعب ليس ككل عام، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر على الشعب الفلسطيني في غزة، لافتاً إلى أن إنتاج "الصبر" هذا العام متعسراً.

فاكهة الصحراء بأسعار زهيدة

وأوضح لنا أن أسعار فاكهة الشوك "الصبر" لعام 2020 ما بين ( 35 _60 شيقلاً)، مشيراً أن هذه الأسعار بسبب الظروف القاسية التي يعيشها السكان الغزيين، وسوء الحالة الشرائية في السوق المحلي .

وحول طريقة قطف ثمار "الصبر" قال أبو بركة: نقوم بعملية القطف من خلال آلة القطع محلية الصنع يتم تصميمها خصيصاً لقطف الثمار، التي تنمو على ألواح الشجر المسماة "أضلاع" والتي غالباً ما تكون بعيدة عدة أمتار وتحتاج لجهد أكبر لاستخراجها عبر الآلة .

ويضيف وهو يمسك بيديه المجعدتين ووجهه يتصبب عرقاً حبات فاكهة الصحراء "الصبر" ينظفها من الأتربة قائلاً: إن زراعة "الصبر" تراجعت خلال السنوات الأخيرة، بسبب عملية القطع التي تتم لحساب تنفيذ مشاريع فتح وتوسيع الطرقات، لافتاً إلى أن لهذه الفاكهة فوائد عظيمة، كما أن لبذورها فائدة خاصة في المحافظة على سلامة المعدة نظيفة .

وتزين ثمار فاكهة "الصبر" بعض الشوارع في المخيمات الفلسطينية في محافظات غزة، وحالها كحال أهل غزة تصبر على جفاف الحياة .

يذكر أن فاكهة الصبر أو التين الشوكي، تعد نبتة صحراوية تنمو في الأماكن الجافة، ولها قدرة كبيرة على تحمل الجفاف نظرًا لسيقانها المليئة بالماء، والتي تعتبر طعامًا غنياً بالدسم للإبل في بعض المناطق الصحراوية رغم أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة.

ويحتوي  أيضاً على كمية وفيرة من مياه وسكر، وتعد مساهمة إلى حدً ما في تخفيض درجة حرارة الجسم والحد من الشعور بالعطش، علاوة على ذلك يستخدم كمضاد طبي لتورم المفاصل والروماتيزم. وهو غني بالكاربوهيدرات، وتساهم أليافه في صحة الجهاز الهضمي وعلاج الإمساك وخفض مستويات الكوليسترول .