إثيوبيا تتحدى مصر في حقوقها التاريخية بمياه النيل وتتحصن بمنظومة "سبايدر" الإسرائيلية!

09:26 م ,18 مايو 2020

كشف مصدر أٌممي لـ"دار الحياة" اليوم الإثنين، النقاب عن أنَّ المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان  بشأن بناء سد النهضة، وصلت إلى "طريق مسدود"، لاسيما مع عدم وجود رغبة أمريكية  في ممارسة أية ضغوط على ""أديس أبابا" باعتبار أن ذلك يمس بسيادتها.

ورصدت مصادر أممية محاولة "أديس أبابا" استفزاز المصريين من خلال لهجة تصعيدية، تحمل تهديداً واضحاً للمصريين، مفاده "أنَّ استهداف سد النهضة يعني الرد بالمثل بإستهداف السد العالي"، مشيرة إلى أن اثيوبيا لا تقيم وزناً لتصريحات المسؤولين المصريين بشأن الحقوق التاريخية لمصر في حصتها المائية من نهر النيل، وأنَّها (اثيوبيا) تعترف وتتمسك فقط باتفاق الخرطوم الموقع 23 مارس (آذار) 2015، وتؤكد أنها ملتزمة به.

في السياق ذاته، أوضحت مصادر مصرية مطلعة بأنَّ الإستخبارات المصرية  هي من تتولى إدارة ملف سد النهضة، مشيرة إلى أنَّ هناك حالة تكتم شديد فيما يتعلق بملف سد النهضة، كونهم يتعاملون مع الملف بشكل أمنيٍ محض، خاصة بعد تعثر مفاوضات واشنطن.

 في غضون ذلك، أعلنت الخارجية المصرية أنها تقدمت بخطاب إلى مجلس الأمن يتضمن عرض التطورات التي تحيط بسد النهضة الاثيوبي والتي توقفت مفاوضاته في فبراير (شباط) الماضي.

وأوضحت الوزارة في بيان وصل "دار الحياة" نسخة عنه: "أن الوزير سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية إستونيا يورماس رينسالو (الذي تتمتع بلاده حالياً برئاسة مجلس الأمن الدولي)، تناول خلاله الخطاب الذي قدمته مصر لرئاسة المجلس بشأن سد النهضة، والذي يتعلق  بتطورات قضية سد النهضة ومراحل المفاوضات، وما اتخذته مصر من مواقف وصفها -الوزير شكري- بالمرنة والمُتسقة مع قواعد القانون الدولي"، ولفت البيان إلى أن الخطاب تم تعميمه على كافة أعضاء مجلس الأمن الدولي.

كما تطرق الخطاب المصري إلى أهمية الانخراط الإيجابي من جانب إثيوبيا، بُغية تسوية هذا الملف بشكل عادل ومتوازن لأطرافه المعنية الثلاثة، وبما يضمن استدامة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشارت المصادر الأممية إلى أنَّ مصر لم تطلب شيئاً من مجلس الأمن الدولي، وأن ما جاء في الرسالة لا يعدو سوى توضيحاً لمجريات الأمور بشأن ملف سد النهضة،  بينما ردت اثيوبيا بتقديم وثيقة إلى المجلس الأمن تتضمن بوضوح موقفها فيما يتعلق بملء سد النهضة.

من جانبها، قالت إثيوبيا: "إنها ماضية بخطتها لملء سد النهضة بحلول يوليو (تموز) كجزءٍ من البناء المقرر، معتبرة أنه "لا حاجة لإخطار السودان ومصر بذلك"، جاء ذلك في مقابلة للمتحدث بالإنابة باسم وزارة الشؤون الخارجية الاثسوبية (أمسالو تيزازو)، مع وكالة الأنباء الإثيوبية، الأمر الذي يعتبر تصعيداً من أديس أبابا لأزمة سد النهضة.

وقال المسؤول الإثيوبي: "إن شكوى مصر لمجلس الأمن الدولي لن تحقق أي نتيجة، ولن تعرقل خطة بدء ملء السد".

وأضاف: "لا شيء متوقع منا فيما يتعلق بملء السد، لأن مصر والسودان يعلمان جيداً، أن ذلك سيحدث عندما يصل بناء السد إلى مستوى معين، ليس علينا واجب بإبلاغهما".

وشددت اثيوبيا في أكثر من تصريح صحفي على لسان مسؤوليها أنها متمسكة بالاتفاق المبدئي الذي وقع بين القاهرة والخرطوم واديس أبابا في العام 2015، والذي يضمن للجهات الثلاثة استغلال مياه نهر النيل وسد النهضة في أثيوبيا.

سد محصن إسرائيلياً

الجدير بالذكر، أنَّ موقع "ديبكا" الإسرائيلي كشف أواخر العام الماضي (2019) عن أنباء حول تزويد "إسرائيل" لإثيوبيا بمنظومات دفاع جوي قصير- متوسط المدى من طراز "سبايدر SPYDER-MR" لحماية سد النهضة، وهو ما تسببت في حدوث جدل واسع، حيث يتصاعد الخلاف حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا

وعلق الخبير العسكري المصري "محمد الكناني" -آنذاك- على المنظومة الدفاعية الإسرائيلية حول سد النهضة، قائلاً "لو افترضنا حصول إثيوبيا على هذه المنظومة فالقوات الجوية الإثيوبية، وقدرات إثيوبيا العسكرية أضعف بكثير من القوات المصرية، حيث تمتلك إثيوبيا 14 مقاتلة تفوق جوي من طراز Su-27SK تم شراؤها مستعملة في الفترة 1999 - 2003 من مخزون القوات الجوية الروسية والأوكرانية، والمقاتلات الباقية تتمثل في الـMiG-21 والـMiG-23".

وأضاف الكناني: "إن الخبرات السابقة لإثيوبيا تعود لفترة الحرب مع إريتريا في الفترة 1998 - 2000، وأظهرت القوات الجوية الإثيوبية تفوقا على نظيرتها الإريترية بمقاتلات Su-27 التي نجحت في إسقاط 5 مقاتلات MiG-29 إريترية، وقدمت غطاء جوياً متميزاً للقوات البرية الإثيوبية وطائرات الهجوم الأرضيSu-25 ، لكن في النهاية وأمام أسلحة طيران متقدمة وذات خبرات هائلة كالقوات الجوية المصرية، تبقى خبرات إثيوبيا محدودة للغاية".

وتابع الخبير العسكري المصري: قوات الدفاع الجوي الإثيوبية تتمثل في بطاريات صواريخ "فولغا" معدلة محلياً، حيث تم تنصيبها على هياكل دبابات T-55 العتيقة، لتصبح ذاتية الحركة بدلا من مركزية ثابتة، بالإضافة إلى بطاريات صواريخ "بيتشورا"، ويصل مداها الأقصى إلى 34 كم وأقصى ارتفاع 18 كم، بالإضافة لأنظمة "Pantsir-S1" قصيرة المدى للدفاع الصاروخي-المدفعي المشترك، وهي فعالة ضد الذخائر الجوية.

وأشار إلى: أن بطاريات صواريخ "SPYDER-MR" الإسرائيلية قصيرة-متوسطة المدى إن وجدت، تتسلح بصواريخ Python-5  الحرارية قصيرة المدى (المدى 15 كم والإرتفاع 9 كم) وصواريخ Derby الرادارية متوسطة المدى (50 كم والارتفاع 16 كم)، وهي مضادة لكافة التهديدات الجوية متضمنة المقاتلات والطائرات بدون طيار والقذائف المطلقة جوا، لن تستطيع مواجهة المقاتلات المصرية.

ولفت إلى أنًَّ الرافال المصرية تمتلك اليد العليا أمام سو-27 القديمة وجميع منظومات الدفاع الجوي سالفة الذكر دون أدنى مبالغة، فرادارات سام 2 وسام 3 وسوخوي والمنظومة الدفاعية الإسرائيلية يمكن إعاقتها وخداعها بواسطة حزمة الحرب الإلكترونية المتطورة جدا SPECTRA أو معدات الحماية الذاتية المضادة للتهديدات المحيطة بالطائرة رافال، والتي تعد واحدة من أفضل حزم الحرب الإلكترونية للمقاتلات على مستوى العالم".

وأوضح أن "مقاتلات الرافال لا تحتاج إلى تشغيل رادارها الرئيس، لتجنب التعرض للرصد من قبل أي أنظمة إنذار مبكر سلبية، وستعتمد على منظومة سبيكترا سالفة الذكر، إلى جانب نظام الرصد والتعقب الحراري المكون من مستشعر حراري قادر على رصد هدف جوي من الخلف من مسافة تصل إلى 130 كم، ومن الأمام من مسافة تصل إلى 80 كم.

ورأى الكناني أن نظام SPYDER-MR الإسرائيلي هو ليس بالنظام الحصين، فخلال الضربات الجوية المتبادلة بين الهند وباكستان في شهر فبراير (شباط) الماضي، قام سلاح الطيران الباكستاني يوم 27 فبراير (شباط) 2019 بتنفيذ هجوم جوي مفاجئ وناجح ضد مواقع عسكرية هندية في جامو وكشمير، كانت تحميها بطاريات SPYDER الإسرائيلية.

وكانت واشنطن رعت اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي محاولات لتقريب وجهات النظر بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، تكللت في نهاية فبراير(شباط) الماضي بتوقيع مصر بالأحرف الأولى على اتفاق لملء خزان السد وتشغيله، كما ورعى البنك الدولي هذا الاتفاق أيضا.

واعتبرت القاهرة الاتفاق عادلاً، وسط رفض إثيوبي وتحفظ سوداني، وأعلنت مصر بعده في منتصف مارس (آذار) الماضي عن توقف المحادثات مع إثيوبيا.

وتحركت كل من القاهرة وأديس أبابا في اتصالات ومقابلات مع سفراء عدة دول لطرح وجهة نظر كل منهما حول القضية، وسط دعوات سودانية بالعودة إلى المفاوضات دون رد من الطرفين المصري والإثيوبي.

وتتخوف مصر من تأثير سلبي محتمل لسد النهضة على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.

اقرأ ايضا: موعد شهر رمضان 2025-144 في مصر.. مواعيد السحور والافطار

غير أن أديس أبابا تقول: "إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس".

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com