سلَّطت الصحف المصرية والعربية الأضواء على أزمة سد النهضة بين مصر واثيوبيا والسودان، لاسيما بعد مقاطعة أديس أبابا الجولة الأخيرة من مفاوضات واشنطن بشأن السد، ما أدى إلى معركة من التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الدول الثلاث.
وانتقلت المعركة من التصريحات والبيانات الرسمية الهجومية والدفاعية إلى وسائل الإعلام المصرية والعربية بشكل عامٍ، لاسيما إلى تسليط كتاب الرأي من المحللين والمفكرين بالتعليق والتحليل المستفيض على ازمة سد النهضة.
اقرأ ايضا: "لارتكاب جرائم حرب".. "الجنائية الدولية" تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
كما يأتي ذلك بعد أن رفض السودان الانضمام إلى بيان وزراء الخارجية العرب الأخير الذي أيد الموقف المصري في قضية سد النهضة.
الكاتب الصحفي في صحيفة الشروق المصرية عبدالله السناوي علَّق على أزمة سد النهضة، مشبهاً تنصل اثيوبيا من التزاماتها بالأسلوب الإسرائيلي الرخيص، قائلاً "إن أسلوب إثيوبيا في التفاوض بشأن أزمة السد يكاد يستنسخ الأسلوب الإسرائيلي في استهلاك الوقت والتنصل من أية التزامات".
واتهم السناوي أديس أبابا بالتعسف المقصود والمماطلة المتعمدة، بهدف وضع جمهورية مصر العربية تحت الأمر الواقع عند البدء في ملء وتشغيل سد النهضة.
ويرى الكاتب الصحفي أنَّ تنصل أديس أبابا من الاتفاق والمراوغة في التوصل إلى اتفاق حقيقي ينهي الأزمة سيكون بمثابة الزلزال الذي سيضرب الإقليم والمنطقة العربية والإفريقية، محذراً من تفاقم الأزمة إلى "حرب مياه معلنة تُستخدم فيها كل الوسائل وتشرع كل الأسلحة".
في السياق، اوضح خطار أبو دياب، في صحيفة "العرب" اللندنية، أنَّ مزاعم أديس أبابا بشأن حقها الكامل في مياه نهر النيل، وأنَّ لها الإدارة الكاملة على تشغيل وملء سد النهضة باعتباره في أرض إثيوبية وتشييده بأموال وطنية خالصة "لا تعدو إلا دفوعا غير مؤسسة ومزاعم باطلة".
وأكد أبو دياب أنَّ "ملكية إثيوبيا لسد النهضة لا تعفيها من أعباء قانونية دولية أهمها عدم الإضرار بالغير، وخاصة دولة مصب النهر، وهي مصر".
كما، وحذر الكاتب عبدالله السويجي، في صحيفة "الخليج" الإماراتية، من أن الأزمة قد تلقي بظلال سلبية على العلاقة بين البلدين، وقد تقود المنطقة إلى توتر كبير، مشدداً على أنَّ التوتر بين الدولتين لن يكون في صالح أيٍ من الدولتين أو القارة الأفريقية بشكل عام، إذ أن المنطقة تعاني توتراً في أكثر من مجال.
ودعا السويجي السودان ومصر واثيوبيا إلى إعمال العقل والحكمة ونزع فتيل التوتر من خلال الالتزام بما تم الاتفاق عليه في سواء في القاهرة أو الخرطوم أو أديس أبابا أو واشنطن، وذلك لتفادي الدخول في توتر في يجر إلى حرب عسكرية.
ويضيف: "لو لجأت الدول المشار إليها والمشتركة في أزمات المياه للحل العسكري، فذلك لن يكون في صالح أحد على الإطلاق لأننا نعيش في منطقة أصلاً تكفيها مشاكلها".
ويقول مشاري الذايدي، في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن الأزمة بين مصر وإثيوبيا "خطيرة جداً، وقد تؤدي لما هو أكثر من الصدام السياسي والقانوني والإعلامي... وكما قيل بالعامة المصرية: 'اللي يرشّني بالمية أرميه بالنار'".
كما، ودعا الكاتب الصحفي محمد بركات، في صحيفة "الأخبار" المصرية، الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد تجاه مصر والسودان في مواجهة "التأثيرات السلبية التي يمكن أن تلحق بهما نتيجة نقص المياه المتوقع والمحتمل، في حالة قيام الجانب الإثيوبى بملء وتشغيل خزان السد دون التوصل إلى اتفاق نهائي عادل يراعى مصالح الدول الثلاث، ويحفظ حقوق مصر والسودان التاريخية والمشروعة في مياه النيل".
وابدى بركات استغرابه الشديد من تحفظ السودان على بيان وزراء الخارجية العرب بشأن سد النهضة، قائلاً "إن موقف الخرطوم موقفاً مثيراً لبالغ الاندهاش والعجب، بل ويصعب فهمه أو تفسيره".
اقرأ ايضا: لقاء بايدن وترامب.. ماذا قيل عن "حرب غزة" في أروقة البيت ألأبيض؟
هاتف: 00961-81771671
البريد الإلكتروني: info@darhaya.com