ستيف سوسبي.. أمريكيٌ وهب حياته لرسم البسمة على شفاه أطفال فلسطين!

10:09 م ,24 فبراير 2020


يصبح الانسان عظيما تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية اخيه الإنسان.. مقولةٌ تنطبق تماماً على الصحفي الامريكي "ستيف سوسبي" الذي كَرَسَ حياته لصالح أطفال فلسطين من الذين فقدوا اطرافهم في الحروب الإسرائيلية، إلى جانب تكريس حياته لتشجيع فرق الأطباء والمتطوعين من مختلف أنحاء العالم على مساندة لطواقم الطبية الفلسطينية.

وستيف سوسبي واحدٌ من الخمسة المتأهلين لنهائيات مبادرة صناع الأمل الإماراتية، وهو أمريكي حاصل على الجنسية الفلسطينية تقديراً لجهوده مع أطفال فلسطين ممن فقدوا أطرافهم.

اقرأ ايضا: استشهاد 19 فلسطينيا بينهم أطفال في قصف عنيف على قطاع غزة

 ويقيم الصحفي سوسبي في الضفة منذ عقود، وبدأت قصة حبه لأطفال فلسطين قبل أكثر من ثلاثين عاما وتحديدا عام 1989 حينما كان يعمل صحفيا في القدس، إذ بدأت قصة عشقه لأطفال فلسطين عندما رأى من وراء الكاميرا طفلاً (يبلغ من العمر 10 اعوام) اسمه منصور وقد فقد قدميه وذراعه وإحدى عينيه، فوضع الكاميرا جانباً، وبدأ فضوله يدفعه للتعرف على الطفل وحالته عن كثب.

أدرك الصحفي الأمريكي عند رؤيته منصور أنه قادر على فعل شيء له ولأقرانه من فاقدي الأطراف، وانه باستطاعته أن يحدث فرقاً إيجابياً في حياتهم، قائلاً: منصور وغيره من الأطفال ممن لا ذنب لهم، لا يجب أن يبقوا حبيسي الكراسي المتحركة، لابد من تدعيمهم لإكمال حياتهم.

تلك الحادثة كانت كفيلة أن تدفع سوسبي لأن يشكل جمعية إغاثة أطفال فلسطين في العام 1991، ومنذ ذلك الوقت تمكنت تلك الجمعية من إحداث فَرْقٍ في حياة عشرات بل مئات الفلسطينيين المرضى وعلى وجه الخصوص الأطفال منهم.
يقول ستيف سوسبي "أنا من الولايات المتحدة الأمريكية وأقيم منذ عقود في الضفة الغربية كمواطن فلسطيني، وأعيش تحت القيود ذاتها التي يعانيها أي فلسطيني، وكنت متزوج من امرأة فلسطينية توفيت بمرض السرطان"، مشيراً إلى انه حصل على الجنسية تقديراً لجهوده المبذولة مع الأطفال الفلسطينيين.
وتمكَّن سوسبي  من جلب حوالي 70 فرقةً طبية تضمت 5000 طبيب وخبير رعاية صحية من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين للمشاركة انطلاقاً من إيمانهم بالواجب الإنساني لمساعدة الأطباء الفلسطينيين والكوادر الطبية، وكان تلك الفرق الأثر الواضح في حياة الفلسطينيين وكل ذلك بفضل الصحفي سوسبي.

واستطاع من خلال "جمعية إغاثة أطفال فلسطين" تأسيس شبكة علاقات مستدامة مع آلاف المتطوعين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومختلف أنحاء العالم لاستقبال الأطفال من المصابين والمرضى، وتوفير العلاج لهم خارج فلسطين؛ ومنهم أطفال يعانون مشاكل صحية دقيقة مثل التشوهات القلبية الخلقية.

كما كان ستيف سبباً في تغيير حياة أكثر من 2000 طفل من أصحاب الهمم نحو الأفضل بتوفير أطراف اصطناعية متقدمة لهم وإيفاد من يعانون من حالات صعبة إلى مستشفيات ومؤسسات طبية في الولايات المتحدة الأمريكية ساهم فيها متطوعون هناك بعلاج الأطفال الفلسطينيين.

وفي اعقاب وفاة زوجته الفلسطينية هدى المصري نتيجة اصابتها بمرض السرطان، قرر ستيف تخليد ذكراها بتأسيس مستشفى يحمل اسمها ويقدم العلاج للمصابين بنفس المرض الذي أودى بحياتها، حتى يحظوا بفرص علاج أفضل بالاستفادة من أحدث ما توصلت إليه العلوم الطبية في مجال علاج السرطان.

اقرأ ايضا: 66 شهيدا معظمهم أطفال ونساء في قصف شمال غزة

 

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com